صفحة جزء
1323 [ ص: 223 ] 143 - حدثنا إسماعيل قال : حدثني سليمان ، عن هشام . ح ، وحدثني محمد بن حرب قال : حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكرياء ، عن هشام ، عن عروة ، عن عائشة قالت : إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليتعذر في مرضه أين أنا اليوم ؟ أين أنا غدا ؟ استبطاء ليوم عائشة ، فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري ودفن في بيتي .
مطابقته للترجمة من حيث إنه - صلى الله عليه وسلم - دفن في بيت عائشة وفيه قبره والترجمة في قبر النبي صلى الله عليه وسلم .

( ذكر رجاله ) : وهم سبعة ; الأول : إسماعيل بن أبي أويس ، واسمه عبد الله ابن أخت مالك بن أنس ، وقد تقدم . الثاني : سليمان بن بلال ، أبو أيوب . الثالث : هشام بن عروة بن الزبير . الرابع : محمد بن حرب - ضد الصلح - أبو عبد الله النشائي بفتح النون وبالشين المعجمة ، مات سنة خمس وخمسين ومائتين . الخامس : أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني ، مات سنة ثمان وثمانين ومائة . السادس : عروة بن الزبير بن العوام . السابع : أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها .

( ذكر لطائف إسناده ) : فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين وبصيغة الإفراد في موضعين ، وفيه العنعنة في أربعة مواضع ، وفيه أن شيخه إسماعيل وسليمان وهشام وعروة مدنيون ومحمد بن حرب شيخه واسطي ويحيى بن أبي زكريا شامي سكن واسط .

( ذكر معناه ) : قوله ( إن كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ) ، كلمة " إن " هذه مخففة من الثقيلة فتدخل على الجملتين ، فإن دخلت على الاسمية جاز إعمالها خلافا للكوفيين ، وحكى سيبويه : إن عمرا لمنطلق . وإن دخلت على الفعلية وجب إهمالها ، وهاهنا دخلت على الفعلية ، والأكثر كون الفعل ماضيا .

قوله ( ليتعذر ) بالعين المهملة والذال المعجمة ; أي يطلب العذر فيما يحاوله من الانتقال إلى بيت عائشة رضي الله تعالى عنها ، ويمكن أن يكون بمعنى يتعسر أي يتعسر عليه ما كان عليه من الصبر ، وعند ابن التين في رواية أبي الحسن " ليتقدر " بالقاف والدال المهملة . قال الداودي : معناه يسأل عن قدر ما بقي إلى يومها ليهون عليه بعض ما يجد ; لأن المريض يجد عند بعض أهله ما لا يجده عند غيره من الأنس والسكون .

قوله ( أين أنا اليوم ؟ ) ; أي أين أكون في هذا اليوم ؟ وأين أكون غدا ؟ وقال الكرماني : يريد بقوله " أين أنا اليوم ؟ " لمن النوبة اليوم ولمن النوبة غدا ؟ أي في حجرة أي امرأة من النساء أكون غدا استبطاء ليوم عائشة رضي الله تعالى عنها ، يستطيل اليوم اشتياقا إليها وإلى نوبتها .

قوله ( فلما كان يومي ) ; أي في النوبة .

قوله ( بين سحري ونحري ) ، السحر - بفتح السين وسكون الحاء المهملتين - ما التزق بالحلقوم والمريء من أعلى البطن ، والسحر بفتحتين كذلك وبضم السين كذلك ، والسحر أيضا الرئة ، والجمع سحور ; ذكره ابن سيده . وذكر ابن عديس أيضا في الرئة سحرا بفتحتين ، وفي الصحاح : السحر الرئة ، والجمع أسحار ; كبرد وأبراد . وقال الفراء : السحر أكثر قول العرب السحر والنحر - بالنون - الصدر . وقال ابن قتيبة في كتابه الغريب : بلغني عن عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير أنه قال : إنما هو شجري ونحري بالشين المنقوطة والجيم ، فسئل عن ذلك فشبك بين أصابعه وقدمها من صدره كأنه يضم شيئا إليه ، أراد أنه قبض وقد ضمته بيديها إلى نحرها وصدرها ، والشجر التشبيك . وفي المخصص : الشجر طرفا اللحيين من أسفل ، وقيل : هو مؤخر الفم ، والجمع أشجار وشجور .

ويستفاد من الحديث فضيلة عائشة رضي الله تعالى عنها .

قوله ( ودفن في بيتي ) ، نسبة البيت إليها كما في قوله تعالى : وقرن في بيوتكن لأن البيوت كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية