صفحة جزء
126 - باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه ، فيقعوا في أشد منه
أي : هذا باب في بيان من ترك إلخ وكلمة من موصولة وأراد بالاختيار المختار ، والمعنى من ترك فعل الشيء المختار أو الإعلام به ، ومخافة نصب على التعليل أي : لأجل خوف أن يقصر . وأن مصدرية في محل الجر بالإضافة ، وفهم بعض الناس بالرفع فاعل يقصر .

قوله : " فيقعوا " عطف على قوله : " يقصر " فلذلك سقط منه النون علامة للنصب .

قوله : " في أشد منه " أي : من ترك الاختيار ، وفي بعض النسخ " في أشر منه " ، وفي بعضها " في شر منه " .

وجه المناسبة بين البابين من حيث إن المذكور في الباب الأول : ترك الجواب للسائل لحكمة اقتضت ذلك وهاهنا أيضا ترك بعض المختار لحكمة اقتضت ذلك ، وهو أن بناء الكعبة كان جائزا ، ولكنه ترك إعلام جوازه لكونهم قريب العهد بالكفر فخشي أن تنكر ذلك قلوبهم فتركه .

التالي السابق


الخدمات العلمية