صفحة جزء
1359 ( وقال أبو موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : هو أحد المتصدقين ) .
أبو موسى هو الأشعر ، واسمه عبد الله بن قيس ، وهذا التعليق قطعة من حديث ذكره موصولا يأتي بعد ستة أبواب في باب أجر الخادم إذا تصدق ، فإن المذكور فيه الخازن أحد المتصدقين ، والضمير أعني قوله " هو " يرجع إلى الخازن .

( فإن قلت ) : الترجمة فيها لفظ الخادم ، والحديث فيه لفظ الخازن ، فلا مطابقة بينهما .

( قلت ) : الخازن خادم للمالك في الخزن وإن لم يكن خادما حقيقة ، وقد قلنا : إن لفظ الخادم أعم ، قوله : " هو أحد المتصدقين " بلفظ التثنية ، كما يقال القلم أحد اللسانين مبالغة ، أي : الخادم والمتصدق بنفسه متصدقان ، لا ترجيح لأحدهما على الآخر في أصل الأجر ، قالوا : ولا يلزم منه أن يكون مقدار ثوابهما سواء ; لأن الأجر فضل من الله يؤتيه من يشاء ، ذكر القرطبي أنه لم يرو إلا بالتثنية ، ويصح أن يقال على الجمع ، ويكون معناه أنه متصدق من جملة المتصدقين ، وبنحوه ذكره ابن التين وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية