صفحة جزء
127 وقال علي : حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذب الله ورسوله .
أي : علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، كذا وقع هذا الأثر مبتدأ به بصورة التعليق في أصل الهروي والدمياطي ، ثم عقب بالإسناد ، وسقط كله في رواية أبي ذر عن الكشميهني .

قوله : " حدثوا " بصيغة الأمر أي : كلموا الناس بما يعرفون أي : بما يفهمون ، والمراد كلموهم على قدر عقولهم ، وفي كتاب العلم لآدم بن أبي إياس ، عن عبد الله بن داود ، عن معروف في آخره [ ص: 205 ] " ودعوا ما ينكرون " أي : ما يشتبه عليهم فهمه ، وفيه دليل على أن المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة ، ومثله قول ابن مسعود رضي الله عنه ، ذكره مسلم في مقدمة كتابه بسند صحيح قال : " ما أنت بمحدث قوما حديثا لا يبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " .

قوله : " أتحبون " الهمزة للاستفهام وتحبون بالخطاب .

قوله : " أن يكذب " بصيغة المجهول وذلك لأن الشخص إذا سمع ما لا يفهمه وما لا يتصور إمكانه يعتقد استحالته جهلا ، فلا يصدق وجوده ، فإذا أسند إلى الله ورسوله يلزم تكذيبهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية