صفحة جزء
127 حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن علي بذلك .
أي : حدثنا بالأثر المذكور عن علي عبيد الله بن موسى بن باذام ، عن معروف بن خربوذ بفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء وضم الباء الموحدة ، وفي آخره ذال معجمة ، وقد روى بعضهم بضم الخاء المكي مولى قريش ، قال يحيى بن معين : ضعيف ، وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ، وليس له في البخاري سواه ، وأخرج له مسلم حديثا في الحج ، وروى له أبو داود وابن ماجه وهو يروي عن أبي الطفيل بضم الطاء وفتح الفاء عامر بن واثلة ، وقيل : عمرو بن واثلة بالثاء المثلثة ابن عبد الله بن عمرو بن جحش بن جرير بن سعد بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي ، ولد عام أحد ، كان يسكن الكوفة ، ثم انتقل إلى مكة ، وعن سعيد الجريري ، عن أبي الطفيل قال : لا يحدثك أحد اليوم على وجه الأرض أنه رأى النبي عليه الصلاة والسلام غيري ، وكان من أصحاب علي المحبين له ، وشهد معه مشاهده كلها وكان ثقة ثقة مأمونا ، يعترف بفضل أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ، وروي له عن رسول الله عليه الصلاة والسلام تسعة أحاديث ، وهو آخر من مات من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام على الإطلاق ، أخرج له البخاري هذا الأثر خاصة عن علي رضي الله عنه ، وأخرج له مسلم في الحج وصفة النبي عليه الصلاة والسلام ، وعن معاذ وعمر وابن عباس وحذيفة وغيرهم سكن الكوفة ، ثم أقام بمكة إلى أن مات بها سنة عشر ومائة ، وروى له أبو داود والنسائي وابن ماجه ، وقال ابن عبد البر في كتاب الكنى له : كان من كبار التابعين ، وكان صاحب بلاغة وبيان شاعرا محسنا ثقة فاضلا بليغا عاقلا ، إلا أنه كان فيه تشيع ، وذكر ابن دريد في كتاب الاشتقاق الكبير عن عكراش بن ذؤيب قال : لقي النبي صلى الله عليه وسلم وله حديث ، وشهد الجمل مع عائشة رضي الله عنها ، فقال الأحنف : كأنكم به وقد أتي به قتيلا وبه جراحة لا تفارقه حتى يموت ، فضرب يومئذ ضربة على أنفه فعاش بعدها مائة سنة ، وأثر الضربة به فعلى هذا تكون وفاته بعد سنة خمس وثلاثين ومائة ، ووقع في بعض النسخ : حدثنا عبد الله هو ابن موسى عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن علي رضي الله عنه بذلك أي بالأثر المذكور ، وهذا الإسناد من عوالي البخاري لأنه ملحق بالثلاثيات من حيث إن الراوي الثالث منه صحابي ، وهو أبو الطفيل المذكور ، وعلى قول من يقول : إنه تابعي ليس منها .

وقال الكرماني : فإن قلت : لم أخر الإسناد عن ذكر المتن ؟

قلت : إما للفرق بين طريقة إسناد الحديث وإسناد الأثر ، وإما لأن المراد ذكر المتن داخلا تحت ترجمة الباب ، وإما لضعف في الإسناد بسبب ابن خربوذ ، وإما للتفنن وبيان جواز الأمرين بلا تفاوت في المقصود ، ولهذا وقع في بعض النسخ مقدما على المتن .

قلت : وإما لأنه لم يظفر بالإسناد إلا بعد وضع الأثر معلقا وهذا أقرب من كل ما ذكره ، وأبعده جوابه الأول لعدم اطراده ، والأبعد من الكل جوابه الأخير على ما لا يخفى .

التالي السابق


الخدمات العلمية