صفحة جزء
1374 ( باب قول الله تعالى : فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى
ذكر هذه الآية الكريمة هنا إشارة إلى الترغيب في الإنفاق في وجوه البر ; لأن الله تعالى يعطيه الخلف في العاجل والثواب الجزيل في الآجل وإشارة إلى التهديد لمن يبخل ، ويمتنع من الإنفاق في القربات .

وفي تفسير الطبري ، عن ابن عباس في قوله تعالى : فأما من أعطى واتقى قال أعطى مما عنده ، وصدق بالخلف من الله تعالى واتقى ربه ، وقال قتادة : أعطى حق الله تعالى ، واتقى محارمه التي نهى عنها ، وقال الضحاك : زكى واتقى الله تعالى ، قوله : " وصدق بالحسنى " يعني : قال : لا إله إلا الله ، قاله الضحاك وأبو عبد الرحمن وابن عباس ، وعن مجاهد : وصدق بالحسنى بالجنة ، وقال قتادة : صدق بموعود الله تعالى على نفسه ، فعمل بذلك الموعود الذي وعده ، وذكر الطبري أيضا أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه .

وفي المعاني للفراء : نزلت في أبي بكر وفي أبي سفيان ، وقال أبو الليث السمرقندي في تفسيره بإسناده ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه - أن أبا بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - اشترى بلالا من أمية بن خلف وأبي بن خلف ببردة وعشر أواق ذهب فأعتقه لله تعالى ، فأنزل الله هذه السورة والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى يعني : سعي أبي بكر وأمية بن خلف فأما من أعطى المال واتقى الشرك وصدق بالحسنى يعني : بلا إله إلا الله فسنيسره لليسرى يعني : الجنة وأما من بخل بالمال واستغنى وكذب بالحسنى يعني : بلا إله إلا الله فسنيسره للعسرى يعني : سنهون عليه أمور النار يعني : أمية وأبيا إذا ماتا . وقيل : فأما من أعطى يعني : أبا الدحداح أعطى من فضل ماله . وقيل : الصدق من قلبه . وقيل : حق الله واتقى محارم الله التي نهى عنها وصدق بالحسنى ، أي : بالجنة . وقيل : بوعد الله . وقيل : بالصلاة والزكاة والصوم ، قوله : " واستغنى " يعني : عن ثواب الله تعالى فلم يرغب فيه . وقيل : استغنى بماله ، قوله : " فسنيسره للعسرى " يعني : العمل بما لا يرضى الله به . وقيل : سندخله جهنم . وقيل : للعود إلى البخل .

التالي السابق


الخدمات العلمية