صفحة جزء
(وقال الحسن في العنبر واللؤلؤ الخمس)
الحسن هو البصري، ووصل هذا التعليق ابن أبي شيبة في (مصنفه) عن معاذ بن معاذ، عن أشعث، عن الحسن أنه كان يقول: في العنبر الخمس، وكذلك كان يقول في اللؤلؤ، واللؤلؤ مطر الربيع يقع في الصدف، فعلى هذا أصله ماء، ولا شيء في الماء.

وقيل: إن الصدف حيوان يخلق فيه اللؤلؤ، وفي (كتاب الأحجار) لأبي العباس التيغاشي: إن حيوان الجوهر الذي يتكون فيه: منه الكبير ويسمى الدر، ومنه الصغير ويسمى اللؤلؤ، وهذا الحيوان يسمى باليونانين أرسطورس، يعلو لحم ذلك الحيوان صدفتان ملتصقتان بجسمه، والذي يلي الصدفتين من لحمه أسود، وله فم وأذنان وشحم من داخلها إلى غاية الصدفتين، والباقي رغوة وزبد وماء.

وقيل: إن البحر المحيط يلحق آخره أول البحر المسلوك، وإن الرياح تصفق الذي فيه الدر في وقت ريح الشمال، فيصير لموجه رشاش، فيلتقمه الصدف عند ذلك إلى قعر البحر، فيتغرس هناك، ويضرب بعروق فيتشعب مثل الشجر، ويصير نباتا بعد أن كان حيوانا ذا نفس، فإذا تركت هذه الصدفة حتى يطول مكثها تغيرت وفسدت.

واللؤلؤ بهمزتين وبواوين، ويقال: الثاني بالواو والأول بالهمز وبالعكس، قال النووي: أربع لغات.

(قلت): لا يقال لتخفيف الهمزة لغة.

وقال ابن قدامة: ولا زكاة في المستخرج من البحر كاللؤلؤ والمرجان والعنبر ونحوه في ظاهر قول الخرقي، وروي نحو ذلك عن ابن عباس، وبه قال عمر بن عبد العزيز، وعطاء ومالك والثوري وابن أبي ليلى، والحسن بن صالح والشافعي وأبو حنيفة ومحمد وأبو ثور وأبو عبيد.

وعن أحمد رواية أخرى أن فيه الزكاة؛ لأنه خارج من معدن التبر، وبه قال [ ص: 97 ] أبو يوسف وإسحاق.

وقال الأوزاعي: إن وجد عنبرة في صفة البحر خمست، وإن غاص عليها في مثل بحر الهند فلا شيء فيها لا خمس ولا نفل ولا غيره، وروى ابن أبي شيبة، عن وكيع، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: ليس في العنبر زكاة وإنما هو غنيمة لمن أخذه.

التالي السابق


الخدمات العلمية