صفحة جزء
146 باب خروج النساء إلى البراز .
أي : هذا باب في بيان خروج النساء إلى البراز ، وهو بفتح الباء الموحدة اسم للفضاء الواسع من الأرض ويكنى به عن الحاجة ، وقال الخطابي : وأكثر الرواة يقولون بكسر الباء ، وهو غلط ; لأن البراز بالكسر مصدر بارزت الرجل مبارزة وبرازا ، وقال بعضهم : قلت : بل هو موجه ; لأنه يطلق بالكسر على نفس الخارج ، قال الجوهري : البراز المبارزة في الحرب ، والبراز أيضا كناية عن ثفل الغذاء ، وهو الغائط والبراز بالفتح الفضاء الواسع ، انتهى .

فعلى هذا من فتح أراد الفضاء ، وهو من إطلاق اسم المحل على الحال ، كما تقدم مثله في الغائط ، ومن كسر أراد نفس الخارج ، انتهى .

قلت : الذي قاله غير موجه والتوجيه مع الخطابي ، قال في العباب : قال ابن الأعرابي : برز ، بكسر الراء إذا ظهر بعد خمول ، وبرز بفتحها إذا خرج إلى البراز للغائط ، وهو الفضاء الواسع .

قال الفراء : هو الموضع الذي ليس فيه خمر من شجر ولا غيره ، والبراز الحاجة سميت باسم الصحراء ، كما سميت بالغائط ، ومنه حديث النبي - عليه الصلاة والسلام - : اتقوا الملاعن الثلاث : البراز في الموارد ، وقارعة الطريق ، والظل .

والمناسبة بين البابين ظاهرة ; لأن في الأول حكم التبرز وهنا حكم البراز .

التالي السابق


الخدمات العلمية