صفحة جزء
147 [ ص: 286 ] 14 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال : حدثنا أنس بن عياض ، عن عبيد الله ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن واسع بن حبان ، عن عبد الله بن عمر قال : ارتقيت فوق ظهر بيت حفصة لبعض حاجتي ، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشأم .
مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة .

( بيان رجاله ) وهم ستة :

الأول : إبراهيم بن المنذر بلفظ اسم الفاعل من الإنذار ، وقد مر في أول كتاب العلم .

الثاني : أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي المدني ، ثقة عالم ، روى عن شعبة وعدة ، وعنه أحمد وأمم ، مات سنة مائتين عن ست وتسعين سنة ، وهو من الأفراد ، ليس في الكتب الستة أنس بن عياض سواه .

الثالث : عبيد الله بالتصغير ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، أبو عثمان القريشي المدني ، روى عن أبيه والقاسم وسالم وعدة ، ويقال : إنه أدرك أم خالد بنت خالد ، وعنه خلق آخرهم عبد الرزاق ، مات سنة سبع وأربعين ومائة .

الرابع : محمد بن يحيى بن حبان ، بفتح الحاء وتشديد الباء الموحدة .

الخامس : عمه واسع بن حبان ، كلاهما تقدما في باب من تبرز على لبنتين .

السادس : عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما .

( بيان لطائف إسناده ) .

منها أن فيه التحديث والعنعنة ، ومنها أن رواته كلهم مدنيون ، ومنها أن في رواته ثلاثة من التابعين بعضهم عن بعض ، وهم عبيد الله بن عمر ; فإنه تابعي صغير من فقهاء أهل المدينة وأثباتهم ، ومحمد بن يحيى ، وواسع بن حبان ، ومنها أن فيه رواية الصحابي عن الصحابي على قول من يعد واسعا من الصحابة .

( بيان تعدد موضعه ، ومن أخرجه غيره ) .

قد ذكرنا في باب من تبرز على لبنتين تعدد موضعه ، ومن أخرجه غيره عن قريب .

( بيان ما فيه من اللغة والإعراب والمعنى ) .

قوله : « ارتقيت " أي : صعدت ، قوله : « يقضي حاجته " جملة في محل النصب على الحال ، ورأيت بمعنى أبصرت ، فلا يقتضي إلا مفعولا واحدا ، قوله : « مستدبر القبلة " نصب على الحال ، لا يقال شرط الحال أن تكون نكرة ; لأنا نقول : إضافته لفظية لا تفيد التعريف ، وفائدة ذكره التأكيد والتصريح به ، وإلا فمستقبل الشام في المدينة مستدبر القبلة قطعا .

فإن قلت : قد قال ها هنا : "فوق ظهر بيت حفصة" ، وفي الرواية الآتية عن قريب "على ظهر بيتنا" ، وفي رواية أخرى "وقد مضيت على ظهر بيت لنا" ، فما وجه ذلك ؟ قلت : بيت حفصة بيته أو كان لها بيت في بيت عمر رضي الله تعالى عنه يعرف بها أو صار إليها بعد .

فإن قلت : في الرواية الماضية "مستقبلا بيت المقدس" ، وكذا في الرواية الآتية "مستقبل الشام" . قلت : العبارة مختلفة والمعنى واحد ; لأنهما في جهة واحدة ، فافهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية