صفحة جزء
1604 (والقانع: السائل، والمعتر: الذي يعتر بالبدن من غني أو فقير )


هذا من كلام البخاري، وكذا قال ابن عباس وسعيد بن المسيب والحسن البصري: القانع السائل، والمعترض الذي يتعرض ولا يسأل، وقال مالك: أحسن ما سمعت فيه أن القانع الفقير، والمعتر الدائر، وقيل: القانع السائل الذي لا يقنع بالقليل، وفي الموعب [ ص: 28 ] قال أبو زيد: القانع هو المتعرض لما في أيدي الناس، وهو ذم له، وهو الطمع، وقال صاحب العين: القنوع: الذلة للمسألة، وقال إبراهيم: قنع إليه: مال وخضع، وهو السائل والمعتر الذي يتعرض ولا يسأل، وقال الزجاج: القانع: الذي يقنع بما يعطاه، وقيل: الذي يقنع باليسير، وقال قطرب: كان الحسن يقول: هو السائل الذي يقنع بما أوتيه ويصير القانع من معنى القناعة والرضى. وقال الطوسي: قنع يقنع قنوعا؛ إذا سأل وتكفف، وقنع يقنع قناعة؛ إذا رضي. (قلت): الأول من باب فتح يفتح، والثاني من باب علم يعلم. قال إسماعيل: وقالوا: رجل قنعان، بضم القاف، يرضى باليسير، وقال صاحب العين: القانع خادم القوم وأجيرهم، وقرأ الحسن: والمعتري، ومعناه المعتر، يقال: أعتره واعتراه وعره وعراه؛ إذا تعرض لما عنده أو طالبه، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: القانع هو الطامع، وقال مرة: هو السائل. ومن طريق الثوري، عن فرات، عن سعيد بن جبير: المعتر الذي يعتريك، يزورك ولا يسألك. ومن طريق ابن جريج، عن مجاهد: المعتر الذي يعتر بالبدن من غني أو فقير، يعني يطيف بها متعرضا لها، وهذا الذي ذكره البخاري معلقا.

التالي السابق


الخدمات العلمية