صفحة جزء
1608 (وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما: إذا أهدى من المدينة قلده وأشعره بذي الحليفة، ويطعن في شق سنامه الأيمن بالشفرة ووجهها قبل القبلة باركة)


مطابقته للترجمة من حيث إن ابن عمر كان يقلد ويشعر بذي الحليفة، فإن بداءته بالتقليد والإشعار يدل على أنه كان يقدمهما على الإحرام، وفي الترجمة كذلك، فإنه قال: ثم أحرم، أي: بعد الإشعار والتقليد أحرم، وهذا التعليق وصله مالك في الموطأ، قال: عن نافع، عن عبد الله بن عمر أنه كان إذا أهدى هديا من المدينة قلده بذي الحليفة، يقلده قبل أن يشعره، وذلك في مكان واحد، وهو متوجه إلى القبلة يقلده بنعلين، ويشعره من الشق الأيسر، ثم يساق معه حتى يوقف به مع الناس بعرفة، ثم يدفع به، فإذا قدم غداة النحر نحره.

(فإن قلت): الذي علقه البخاري يدل على الأيمن، والذي رواه مالك يدل على الأيسر. (قلت): قال ابن بطال: روي أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان يشعرها مرة في الأيمن ومرة في الأيسر، فأخذ مالك وأحمد في رواية الأيسر، وأخذ الشافعي وأحمد في رواية أخرى برواية الأيمن، وعن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان إذا طعن في سنام هديه، وهو يشعره قال: باسم الله والله أكبر.

قوله: " إذا أهدى من المدينة" ؛ أي: هديه قلده، والضمير المنصوب في (قلده) و(أشعره) يرجع إلى الهدي المقدر الذي هو مفعول (أهدى)، وقد صرح [ ص: 37 ] به في رواية مالك كما وقفت عليه، قوله: " ويطعن" بضم العين، من الطعن بالرمح ونحوه، قوله: " في شق سنامه" بكسر الشين المعجمة، وهو الناحية والنصف، قوله: " بالشفرة" بفتح الشين المعجمة، وهي السكين العظيم، قوله: " ووجهها" الضمير المنصوب فيه يرجع إلى البدنة التي هي الهدي، وليس بإضمار قبل الذكر لدلالة القرينة عليه، قوله: " باركة" نصب على الحال.

التالي السابق


الخدمات العلمية