صفحة جزء
1708 377 - (حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني حميد أنه سمع أنسا رضي الله عنه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته، وإن كانت دابة حركها).


مطابقته للترجمة في قوله: (أوضع ناقته)؛ أي: أسرع السير، ومحمد بن جعفر هو ابن أبي كثير المدني أخو إسماعيل، وحميد هو الطويل.

والحديث انفرد به البخاري، نعم، في مسلم: " عن أنس، لما وصف قفوله عليه الصلاة والسلام من خيبر، فانطلقنا حتى أتينا جدر المدينة غشينا إليها فرفعنا مطيتنا، ورفع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مطيته".

قوله: (فأبصر درجات المدينة)، بفتح الدال المهملة والراء والجيم، جمع درجة، والمراد: طرقها المرتفعة. وقال صاحب المطالع: يعني المنازل، والأشبه الجدرات، والدرجات هي رواية الأكثرين، وفي رواية المستملي: "دوحات" بفتح الدال وسكون الواو بعدها حاء مهملة، جمع دوحة، وهي الشجرة العظيمة المتسعة، ويجمع أيضا على دوح، وأدواح جمع الجمع. وقال أبو حنيفة: الدوائح العظائم، وكأنه جمع دائحة وإن لم يتكلم به، والدوحة المظلة العظيمة، والدوح، بغير هاء، البيت الضخم الكبير من الشعر، وفي شرح المعلقات لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري، يقال: شجرة دوحة؛ إذا كانت عظيمة كثيرة الورق والأغصان. وفي الجامع للقزاز: الدوح: العظام من الشجرة من أي نوع كان من الشجر.

قوله: (أوضع ناقته)؛ يقال: وضع البعير؛ أي: أسرع في مشيه، وأوضعه راكبه؛ أي: حمله على السير السريع. قوله: (وإن كانت دابة)؛ "كان" فيه تامة، والدابة أعم من الناقة، وقوله: (حركها) جواب "إن".

التالي السابق


الخدمات العلمية