صفحة جزء
1781 452 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال.


مطابقته للترجمة ظاهرة، وإسماعيل هو ابن أبي أويس، واسمه عبد الله المدني ابن أخت مالك بن أنس، ونعيم، بضم النون، والمجمر، بلفظ الفاعل من الإجمار، مر في أول الوضوء.

(ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره). أخرجه البخاري أيضا في الفتن عن القعنبي، وفي الطب عن عبد الله بن يوسف، وأخرجه مسلم في الحج أيضا عن يحيى بن يحيى، وأخرجه النسائي في الطب عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، وفيه وفي الحج عن قتيبة، الكل عن نعيم المجمر به.

(ذكر معناه) قوله: " على أنقاب المدينة" ، الأنقاب: جمع نقب، بفتح النون، وهو جمع قلة، وجمع الكثرة: نقاب، وقال ابن وهب: الأنقاب مداخل المدينة، وقيل: هي أبوابها وفوهات طرقها التي يدخل إليها منها، وقال الداودي: هي الطرق التي يسلكها الناس، ومنه قوله عز وجل: فنقبوا في البلاد وقال أبو المعاني: النقب الطريق في الجبل، وكذلك النقب والمنقب والمنقبة، عن يعقوب، وقال ابن سيده: النقب والنقب في أي شيء كان نقبه ينقبه نقبا، وعن القزاز: ويقال أيضا: نقب، بكسر النون، وضبط ابن فارس بالسكون يقتضي أن لا يكون جمعه: أنقابا كما رواه أبو هريرة، وإنما يجمع على نقاب كما رواه أبو سعيد، وفيه برهان عظيم ظهرت صحته ببركة دعائه للمدينة.

قوله: " الطاعون" الموت من الوباء، وقوله: " لا يدخلها الطاعون ولا الدجال" جملة مستأنفة بيان لموجب استقرار الملائكة على الأنقاب.

التالي السابق


الخدمات العلمية