صفحة جزء
1826 35 - حدثنا سليمان بن حرب قال : عن شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبل ويباشر وهو صائم ، وكان أملككم لإربه .


مطابقته للترجمة في قوله : " ويباشر " وقد ذكرنا أن المباشرة اللمس باليد ، وهو من التقاء البشرتين ، ولا يراد به الجماع ، والحكم بفتحتين هو ابن عتيبة ، وإبراهيم هو النخعي ، والأسود هو ابن يزيد خال إبراهيم ، قوله : " عن شعبة " هو شعبة بن الحجاج ، كذا في الرواية الصحيحة للجمهور ، ووقع في رواية الكشميهني ، عن سعيد، بسين مهملة ، وفي آخره دال ، وهو غلط فاحش ، وليس في شيوخ سليمان بن حرب أحد اسمه سعيد حدثه عن الحكم ، قوله : " ويباشر " من عطف العام على الخاص؛ لأن المباشرة أعم من التقبيل ، والمراد بالمباشرة غير الجماع ، كما ذكرناه ، قوله : " لإربه " بكسر الهمزة ، وسكون الراء بعدها الباء الموحدة ، وهو العضو ، وقال النووي : رويت هذه اللفظة بكسر الهمزة وإسكان الراء وبفتح الهمزة والراء ، ومعناها بالكسر الحاجة ، وكذا بالفتح ، ولكنه أيضا يطلق على العضو ، ويقال: لفلان إرب وإربة ومأربة : أي حاجة ، ومعنى كلامها أنه ينبغي لكم الاحتراز عن القبلة ، ولا تتوهموا بأنفسكم مثله في استباحتها ؛ لأنه يملك نفسه ، ويأمن الوقوع فيما يتولد منه من الإنزال ، وأنتم لا تملكون ذلك وطريقكم الانفكاك عنها .

التالي السابق


الخدمات العلمية