صفحة جزء
1965 23 - حدثني محمد قال: حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا سعيد قال: حدثني أبو الأسود، عن عروة قال: قالت عائشة رضي الله عنها كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال أنفسهم، وكان يكون لهم أرواح فقيل لهم: لو اغتسلتم.


مطابقته للترجمة في قوله: "كان أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عمال أنفسهم" أي: كانوا يكتسبون بأيديهم أو بالتجارة أو بالزراعة، وأصل هذا الحديث قد مر في كتاب الجمعة في باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس فلينظر فيه.

واعلم أن في جميع الروايات كذا حدثني أو حدثنا محمد، حدثنا عبد الله بن يزيد، إلا في رواية أبي علي بن شبويه، عن الفربري عن البخاري، حدثنا عبد الله بن يزيد، فعلى هذا قوله: حدثنا محمد هو البخاري، وعبد الله بن يزيد هو المقرئ، وهو أحد مشايخ البخاري، وقد روى عنه كثيرا، وربما روى عنه بواسطة.

وقال الكرماني "قوله: محمد" قال الغساني: لعله محمد بن يحيى الذهلي، قلت: وكذا قال الحاكم، وجزم به، فعلى هذا روى البخاري عنه، عن عبد الله بن يزيد الذي هو شيخه بواسطة محمد الذهلي، وسعيد هو ابن أبي أيوب المصري، وقد مر في التهجد، وأبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة بن الزبير، وقد مر في الغسل.

قوله: "عمال أنفسهم " بضم العين وتشديد الميم جمع عامل.

قوله: "وكان يكون لهم أرواح" وجه هذا التركيب أن في كان ضمير الشأن، والمراد ماض، وذكر يكون بلفظ المضارع استحضارا وإرادة الاستمرار، والأرواح جمع ريح، وأصله روح قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، وأراح اللحم أي: أنتن، وكانوا يعملون فيعرقون، ويحضرون الجمعة، فتفوح تلك الروايح عنهم، فقيل لهم: لو اغتسلتم، وجواب لو محذوف، يعني لو اغتسلتم لذهبت عنكم تلك الروائح الكريهة.

وفيه ما كان عليه الصحابة من اختيارهم الكسب بأيديهم، وما كانوا عليه من التواضع.

التالي السابق


الخدمات العلمية