صفحة جزء
2081 وقال ابن إدريس: العرية لا تكون إلا بالكيل من التمر يدا بيد، لا يكون بالجزاف، ومما يقويه قول سهل بن أبي حثمة بالأوسق الموسقة.


ابن إدريس هذا هو عبد الله الأودي الكوفي، كذا قاله ابن التين وعليه الأكثرون، وتردد ابن بطال فيه، وجزم المزي في [ ص: 306 ] التهذيب بأنه الشافعي حيث قال: هذا الكلام كله قول محمد بن إدريس الشافعي - رضي الله تعالى عنه - وأن له هذا الموضع في صحيح محمد بن إسماعيل البخاري وموضع آخر في كتاب الزكاة، وكلام ابن بطال يدل على أن قوله: ومما يقويه إلى آخره من كلام البخاري لا من كلام ابن إدريس، وقال ابن بطال: هذا إجماع فلا يحتاج إلى تقوية، ولم يأت ذكر الأوساق الموسقة إلا في حديث مالك، عن داود بن الحصين، وفي حديث جابر من رواية ابن إسحاق لا في رواية ابن أبي حثمة، وإنما يروى عن سهل من قوله من رواية الليث، عن جعفر بن أبي ربيعة، عن الأعرج قال: سمعت سهل بن أبي حثمة قال: لا يباع التمر في رؤوس النخل بالأوسق الموسقة إلا أوسق ثلاثة أو أربعة أو خمسة فيأكلها الناس وهي المزابنة.

قوله: "لا يكون إلا بالكيل" أي: لا بد أن يكون معلوم القدر إذ لا بد من العلم بالمساواة.

قوله: "يدا بيد" أي: لا بد من التقابض في المجلس.

قوله: "بالجزاف" بضم الجيم وفتحها وكسرها، وهو معرب كزاف.

قوله: "ومما يقويه " أي: ومما يقوي كلام ابن إدريس بأنه لا يكون جزافا قول سهل بن أبي حثمة، يعني في كونه مكيلا معلوم المقدار.

قوله: "بالأوسق" جمع وسق، جمع قلة، وقوله: "الموسقة" تأكيد، كقوله تعالى: والقناطير المقنطرة وكقول الناس: آلاف مؤلفة.

التالي السابق


الخدمات العلمية