صفحة جزء
192 ( باب الغسل والوضوء في المخضب ، والقدح ، والخشب ، والحجارة )


أي هذا باب في بيان حكم الغسل والوضوء في المخضب بكسر الميم ، وسكون الخاء المعجمة ، وفتح الضاد المعجمة ، وفي آخره باء موحدة .

قال ابن سيده : المخضب شبه الإجانة . وقال صاحب ( المنتهى ) : هو المركن . وقال أبو هلال العسكري في كتاب ( التلخيص ) : إناء يغسل فيه . وفي ( مجمع الغرائب ) : هو إجانة تغسل فيه الثياب ، ويقال له المركن .

قوله ( والقدح ) واحد الأقداح التي للشرب .

[ ص: 88 ] وقال ابن الأثير : القدح الذي يؤكل فيه ، وأكثر ما يكون من الخشب مع ضيق فيه .

قوله ( والخشب ) بفتح الخاء المعجمة جمع خشبة ، وكذلك الخشب بضمتين ، وبسكون الشين أيضا ، ومراده الإناء الخشب ، وكذلك الإناء الحجارة ، وذلك لأن الأواني تكون من الخشب ، والحجر ، وسائر جواهر الأرض كالحديد ، والصفر ، والنحاس ، والذهب ، والفضة . فقوله ( والخشب ) يتناول سائر الأخشاب ، وقوله ( والحجارة ) يتناول سائر الأحجار من التي لها قيمة ، والتي لا قيمة لها ، والحجارة جمع حجر ، وهو جمع نادر كالجمالة جمع جمل ، وكذلك حجار بدون الهاء ، وهما جمع كثرة ، وجمع القلة أحجار .

فإن قلت : ما وجه عطف الخشب والحجارة على المخضب والقدح ؟ قلت : من باب عطف التفسير ; لأن المخضب والقدح قد يكونان من الخشب ، وقد يكونان من الحجارة ، وقد صرح في الحديث المذكور في هذا الباب بمخضب من حجارة ، كما يأتي عن قريب ، والدليل على صحة ذلك ما قد وقع في بعض النسخ الصحيحة في المخضب والقدح الخشب والحجارة ، بدون حرف العطف .

وقال بعضهم : وعطف الخشب والحجارة ، على المخضب والقدح ، ليس من عطف العام على الخاص فقط ، بل بين هذين وهذين عموم وخصوص من وجه .

قلت : قصارى فهم هذا القائل أنه ليس من عطف العام على الخاص ، ثم أضرب عنه إلى بيان العموم والخصوص ، من وجه بين هذه الأشياء ، ولم يبين وجه العطف ما هو ، وقد وقع في بعض النسخ بعد قوله : والحجارة - ( والتور ) بفتح التاء المثناة من فوق ، قال الجوهري : هو إناء يشرب فيه . زاد المطرزي : صغير .

وفي ( المغيث ) لأبي موسى : هو إناء يشبه إجانة من صفر أو حجارة يتوضأ فيه ، ويؤكل .

وقال ابن قرقول : هو مثل قدح من الحجارة ، وقد مر الكلام فيه عن قريب .

والمناسبة بين هذا الباب والأبواب التي قبله ظاهرة ; لأن الكل فيما يتعلق بالوضوء .

التالي السابق


الخدمات العلمية