صفحة جزء
2104 وقال الله تعالى : والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون


[ ص: 30 ] مطابقة هذه الآية الكريمة للترجمة في قوله : على ما ملكت أيمانهم ، والخطاب فيه للمشركين ، فأثبت لهم ملك اليمين مع كون ملكهم غالبا على غير الأوضاع الشرعية ، وقيل : مقصوده صحة ملك الحربي وملك المسلم عنه ، قلت : إذا صح ملكهم يصح تصرفهم فيه بالبيع والشراء والهبة والعتق ونحوها ، وقال ابن التين : معناه أن الله فضل الملاك على مماليكهم فجعل المملوك لا يقوى على ملك مع مولاه ، واعلم أن المالك لا يشرك مملوكه فيما عنده ، وهما من بني آدم ، فكيف تجعلون بعض الرزق الذي يرزقكم الله لله وبعضه لأصنامكم ، فتشركون بين الله وبين الأصنام ، وأنتم لا ترضون ذاك مع عبيدكم لأنفسكم .

وقال ابن بطال : تضمنت التقريع للمشركين والتوبيخ لهم على تسويتهم عبادة الأصنام بعبادة الرب تعالى وتعظم ، فنبههم الله تعالى على أن مماليكهم غير مساوين في أموالهم ، فالله تعالى أولى بإفراد العبادة ، وأنه لا يشرك معه أحد من عبيده ; إذ لا مالك في الحقيقة سواه ، ولا يستحق الإلهية غيره .

قوله : أفبنعمة الله يجحدون الاستفهام على سبيل الإنكار معناه لا تجحدوا نعمة الله ، ولا تكفروا بها ، وجحودهم بأن جعلوا ما رزقهم الله لغيره ، وقيل : أنعم الله عليهم بالبراهين فجحدوا نعمه .

التالي السابق


الخدمات العلمية