صفحة جزء
2128 5 - ( حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا عبد الواحد قال : حدثنا الشيباني قال : حدثنا محمد بن أبي المجالد قال : بعثني عبد الله بن شداد وأبو بردة إلى عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهما - فقالا : سله هل كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يسلفون في الحنطة ، قال عبد الله : كنا نسلف نبيط أهل الشام في الحنطة والشعير والزيت في كيل معلوم إلى أجل معلوم ، قلت : إلى من كان أصله عنده ، قال : ما كنا نسألهم عن ذلك ثم بعثاني إلى عبد الرحمن بن أبزى ، فسألته فقال : كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يسلفون على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم نسألهم : ألهم حرث أم لا ؟ ) .


[ ص: 66 ] مطابقته للترجمة في قوله : قلت إلى من كان أصله عنده ، وفي قوله : ألهم حرث أم لا ، والحديث قد مضى في الباب السابق ، ومضى الكلام فيه بوجوهه غير أن في هذا نص البخاري على أن اسم أبي المجالد محمد ، وذكر هنا الزيت موضع الزبيب هناك ، وفيه زيادة وهي السؤال عن كون الأصل عند المسلم إليه ، والجواب بعدم ذلك ، وعبد الواحد هو ابن زياد ، والشيباني بفتح الشين المعجمة هو أبو إسحاق سليمان ، وقد مر في الحيض .

قوله : " يسلفون " من الإسلاف ، ويروى بتشديد اللام من التسليف ، قوله : " نبيط أهل الشام " بفتح النون وكسر الباء الموحدة أي أهل الزراعة من أهل الشام ، وقيل : هم قوم ينزلون البطائح وتسموا به لاهتدائهم إلى استخراج المياه من الينابيع ونحوها ، وفي رواية سفيان أنباطا من أنباط أهل الشام ، وهم قوم من العرب دخلوا في العجم والروم واختلطت أنسابهم وفسدت ألسنتهم ، وكان الذين اختلطوا بالعجم منهم قوم ينزلون البطائح بين العراقين ، والذين اختلطوا بالروم ينزلون في بوادي الشام ، ويقال لهم : النبط ، بفتحتين ، ويجمع على أنباط ، وكذلك النبيط يجمع على أنباط ، يقال : رجل نبطي ونباطي ونباط ، وحكى يعقوب نباطي بضم النون ، ويقال : أنباط الشام هم نصارى الشام الذين عمروها ، قال الجوهري : نبط الماء ينبط وينبط نبوطا نبع فهو نبيط ، وهو الذي ينبط من قعر البئر إذا حفرت ، وأنبط الحفار بلغ الماء ، والاستنباط الاستخراج ، قوله : " إلى من كان أصله " أي أصل المسلم فيه ، وهو الثمر أي الحرث ، قوله : " ألهم حرث " أي زرع ، فافهم .

وفيه مبايعة أهل الذمة والسلم إليهم ، وفيه جواز السلم في السمن والشيرج ونحوهما قياسا على الزيت .

التالي السابق


الخدمات العلمية