صفحة جزء
21 باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان


أي: هذا باب من كره، ويجوز في باب التنوين، والوقف، والإضافة إلى الجملة، وعلى كل التقدير.

قوله: " من " مبتدأ، وخبره قوله: " من الإيمان " ، وأن في الموضعين مصدرية، وكذلك كلمة ما ومن موصولة، وكره أن يعود صلتها، وفيه حذف تقدير الكلام باب كراهة من كره العود في الكفر ككراهة الإلقاء في النار من شعب الإيمان، والكراهة ضد الإرادة، والرضا والعود بمعنى الصيرورة. وقال الكرماني ضمن فيه معنى الاستقرار حتى عدى بفي، ونحوه.

قوله تعالى: أو لتعودن في ملتنا قلت: في تجيء بمعنى إلى كما في قوله تعالى: فردوا أيديهم في أفواههم وجه المناسبة بين البابين أن في الباب الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أمر أصحابه بعمل كانوا يسألونه أن يعملوا بأكثر من ذلك، وذلك لوجدانهم حلاوة الإيمان من شدة محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الباب أيضا يتضمن هذا المعنى; لأن فيه من أحب الله، ورسوله أكثر مما يحب غير الله ورسوله فإنه يفوز بحلاوة الإيمان.

التالي السابق


الخدمات العلمية