صفحة جزء
199 ( وقال موسى بن عقبة : أخبرني أبو النضر أن أبا سلمة ، أخبره أن سعدا حدثه ، فقال عمر لعبد الله نحوه ) .


موسى بن عقبة ، بضم العين وسكون القاف التابعي صاحب المغازي ، مات سنة إحدى وأربعين ومائة ، وفيه ثلاثة من التابعين : وهم موسى ، وأبو النضر سالم ، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف ، وهم على الولاء مدنيون ، وهذا تعليق وصله الإسماعيلي ، والنسائي ، وغيرهما ، فالإسماعيلي ، عن أبي يعلى ، حدثنا إبراهيم بن الحجاج ، حدثنا وهيب ، عن موسى بن عقبة ، عن عروة بن الزبير : أن سعدا وابن عمر اختلفا في المسح على الخفين ، فلما اجتمعا عند عمر ، قال سعد لابن عمر : سل أباك عما أنكرت علي ؟ فسأله ، فقال عمر : نعم ، وإن ذهبت إلى الغائط ، قال موسى : وأخبرني سالم أبو النضر ، عن أبي سلمة بنحو من هذا ، عن سعد ، وابن عمر ، وعمر .

وقال عمر لابنه : كأنه يلومه إذا حدث سعد عن النبي عليه الصلاة والسلام ، فلا تبغ وراء حديثه شيئا ، والنسائي عن سليمان بن داود ، والحارث بن مسكين عن ابن وهب ، وعن قتيبة ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن موسى ، ورواه أبو نعيم من حديث وهيب بن خالد ، عن موسى .

وقال الإسماعيلي : ورواية عروة ، وأبي سلمة ، عن سعد ، وابن عمر في حياة عمر مرسلة .

وقال الترمذي ، عن البخاري : حديث أبي سلمة ، عن ابن عمر في المسح صحيح ، قال : وسألت البخاري عن حديث ابن عمر في المسح مرفوعا ، فلم يعرفه .

وقال الميموني : سألت أحمد عنه ، فقال : ليس بصحيح ، ابن عمر ينكر على سعد المسح .

قلت : إنما أنكر عليه مسحه في الحضر كما هو مبين في بعض الروايات ، وأما السفر فقد كان ابن عمر يعلمه ، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن أبي خيثمة في ( تاريخه الكبير ) وابن أبي شيبة في ( مصنفه ) من رواية عاصم ، عن سالم عنه : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين بالماء في السفر .

واعلم أن خبر "أن" في قوله ( أن سعدا ) محذوف ، تقديره : أن سعدا حدث أبا سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين ، وقوله ( فقال ) بالفاء ، عطف على ذلك المقدر .

وقوله ( نحوه ) منصوب بأنه مقول القول ، أي نحو إذا حدثك سعد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا تسأل عنه غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية