صفحة جزء
2170 1 - ( حدثنا الصلت بن محمد قال : حدثنا أبو أسامة عن إدريس عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ولكل جعلنا موالي قال ورثة والذين عقدت أيمانكم قال كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه ، للأخوة التي آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم ، فلما نزلت : ولكل جعلنا موالي نسخت ، ثم قال : والذين عقدت أيمانكم إلا النصر والرفادة والنصيحة ، وقد ذهب الميراث ويوصي له ) .


وجه دخول هذا الحديث في الكفالة والحوالة ما قيل : إن الكفيل والغريم الذي وقعت الحوالة عليه ينتقل الحق عليه كما ينتقل هاهنا حق الوارث عنه إلى الحلف ، فشبه انتقال الحق على المكلف بانتقاله عنه أو باعتبار أن أحد المتعاقدين كفيل عن الآخر ; لأنه كان من جملة المعاقدة ; لأنهم كانوا يذكرون فيها : تطلب بي وأطلب بك ، وتعقل عني وأعقل عنك ، وأما وجه المطابقة بين الترجمة والحديث فظاهر .

( ذكر رجاله ) وهم ستة ، الأول : الصلت - بفتح الصاد المهملة وسكون اللام ، وفي آخره تاء مثناة من فوق - ابن عبد الرحمن ، أبو همام الخاركي ، مر في باب إذا لم يتم السجود ، الثاني : أبو أسامة ، حماد بن أسامة ، وقد تكرر ذكره ، الثالث : إدريس بن يزيد ، من الزيادة ، الأودي ، بفتح الهمزة وسكون الواو وبالدال المهملة ، الرابع : طلحة بن مصرف - بلفظ اسم الفاعل من التصريف بمعنى التغيير - ابن عمرو اليامي ، من بني يام ، مر في كتاب البيوع في باب ما يتنزه من الشبهات ، الخامس : سعيد بن جبير ، السادس : عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - .

( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه العنعنة في أربعة مواضع ، وفيه أن شيخه بصري والبقية كوفيون ، وفيه رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي ، وطلحة بن مصرف روى عن عبد الله بن أبي أوفى .

( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) أخرجه البخاري أيضا في التفسير عن الصلت بن محمد أيضا ، وفي الفرائض عن إسحاق بن إبراهيم ، وأخرجه أبو داود والنسائي جميعا في الفرائض عن هارون بن عبد الله .

( ذكر معناه ) قوله : " قال ورثة " أي فسر ابن عباس الموالي بالورثة ، وكذا فسرها جماعة من التابعين ، كما ذكرناه عن قريب ، قوله : " قال " أي ابن عباس : كان المهاجرون إلى آخره ، قوله : " دون ذوي رحمه " أي ذوي أقربائه ، قوله : " للأخوة " أي لأجل الأخوة التي آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمد الهمزة ، يقال : آخاه يؤاخيه مؤاخاة وإخاء بالكسر إذا جعل بينهما أخوة ، والأخوة مصدر ، يقال : آخوت تآخوا أخوة .

قوله : " بينهم " أي بين المهاجرين والأنصار ، قوله : " فلما نزلت " أي الآية التي هي قوله تعالى : ولكل جعلنا موالي نسخت آية الموالي آية المعاقدة ، قوله : " إلا النصر " مستثنى من الأحكام المقدرة في الآية المنسوخة ، أي تلك الآية حكم نصيب الإرث لا النصر والرفادة - بكسر الراء - أي المعاونة والرفادة أيضا شيء كان تترافد به قريش في الجاهلية ، يخرج مالا يشترى به للحاج طعام [ ص: 119 ] وزبيب للنبيذ ، ويجوز أن يكون هذا استثناء منقطعا ، أي لكن النصر ونحوه باق ثابت ، قوله : " وقد ذهب الميراث " أي من المتعاقدين ، قوله : " ويوصي له " على صيغة المعلوم والمجهول ، والضمير في له يرجع إلى الذي كان يرث الميت بالأخوة ، وعن ابن المسيب : نزلت هذه الآية ولكل جعلنا موالي في الذين كانوا يتبنون رجالا غير أبنائهم ويورثونهم ، فأنزل الله تعالى فيهم أن يجعل لهم نصيب في الوصية ، ورد الميراث إلى الموالي من ذوي الرحم والعصبة ، وأبى أن يجعل للمدعين ميراث من ادعاهم وتبناهم ، ولكن جعل لهم نصيبا في الوصية .

التالي السابق


الخدمات العلمية