صفحة جزء
2211 18 - حدثنا قتيبة قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أري - وهو في معرسه من ذي الحليفة في بطن الوادي ، فقيل له : إنك ببطحاء مباركة ، فقال موسى : وقد أناخ بنا سالم بالمناخ الذي كان عبد الله ينيخ به يتحرى معرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي ، بينه وبين الطريق وسط من ذلك .


وجه دخول هذا الحديث في هذا الباب من حيث إنه أشار به إلى أن ذا الحليفة لا يملك بالإحياء لما فيه من منع الناس النزول فيه ، وأن الموات يجوز الانتفاع به ، وأنه غير مملوك لأحد ، وهذا المقدار كاف في وجه المطابقة ، وقد تكلم المهلب فيه بما لا يجدي ، ورد عليه ابن بطال بما لا ينفع ، وجاء آخر نصر المهلب في ذلك ، والكل لا يشفي العليل ولا يروي الغليل ، فلذلك تركناه ، وقد مضى هذا الحديث في كتاب الحج في باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : العقيق واد مبارك ، فإنه رواه هناك عن محمد بن أبي [ ص: 178 ] بكر عن فضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة إلى آخره ، وأخرجه هناك عن قتيبة بن سعيد عن إسماعيل بن جعفر أبي إبراهيم الأنصاري المؤدب المديني ، عن موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي المديني إلى آخره ، وقد مر الكلام فيه هناك .

قوله : " أري " على بناء المجهول من الماضي من الإراءة والمناخ بضم الميم . قوله : " أسفل " بالرفع والنصب ، والمعرس بضم الميم وفتح العين المهملة ، وتشديد الراء المفتوحة موضع التعريس ، وهو النزول في آخر الليل .

التالي السابق


الخدمات العلمية