صفحة جزء
2271 ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم : لي الواجد يحل عقوبته وعرضه ، قال سفيان : عرضه ، يقول : مطلتني ، وعقوبته الحبس .


ذكر الحديث المعلق ، ثم ذكر عن سفيان تفسيره ، ومطابقته للترجمة تؤخذ من قوله " عرضه " ; لأن سفيان فسر العرض بقوله : مطلني حقي ، وهو مقال على ما لا يخفى ، أما المعلق فوصله أبو داود والنسائي وابن ماجه من رواية محمد بن ميمون بن مسيكة ، عن عمرو بن الشريد ، عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لي الواجد يحل عرضه وعقوبته ، والشريد بفتح الشين المعجمة هو ابن سويد الثقفي ، قيل : إنه من حضر موت فحالف ثقيفا ، شهد الحديبية رضي الله تعالى عنه ، قوله " لي الواجد " اللي بفتح اللام وتشديد الياء المطل ، يقال : لواه غريمه بدينه يلويه ليا وأصله لويا ، أدغمت الواو في الياء ، والواجد هو القادر على قضاء دينه ، قوله " يحل " بضم الياء من الإحلال ، وأما تفسير سفيان فوصله البيهقي من طريق الفريابي وهو من شيوخ البخاري ، عن سفيان بلفظ : عرضه أن يقول مطلني حقي ، وعقوبته أن يسجن .

وقال إسحاق : فسر سفيان عرضه أذاه بلسانه ، وعن وكيع : عرضه شكايته ، واستدل به على مشروعية حبس المديون إذا كان قادرا على الوفاء تأديبا له لأنه ظالم حينئذ والظلم محرم وإن قل ، وإن ثبت إعساره وجب إنظاره وحرم حبسه ، واختلف في ثابت العسرة وأطلق من السجن : هل يلازمه غريمه ؟ فقال مالك والشافعي : لا ، حتى يثبت له مال آخر ، وقال أبو حنيفة رضي الله عنه : لا يمنع الحاكم الغرماء من لزومه .

التالي السابق


الخدمات العلمية