صفحة جزء
2279 1 - حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا شعبة ، قال عبد الملك بن ميسرة : أخبرني ، قال : سمعت النزال ، قال : سمعت عبد الله يقول : سمعت رجلا قرأ آية ، قال : سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها ، فأخذت بيده فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : كلاكما محسن ، قال شعبة : أظنه قال : لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا .


مطابقته للترجمة في قوله " لا تختلفوا " إلى آخره لأن الاختلاف الذي يورث الهلاك هو أشد الخصومة ، وأشار بعضهم إلى أن الترجمة في قوله فأخذت بيده فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال إنه المناسب للترجمة ، قلت : الذي قلته هو الأنسب لأن فيما ذكره احتمال الخصومة ، والذي ذكرته فيه الخصومة المحققة على ما لا يخفى .

( ذكر رجاله ) وهم خمسة : الأول : أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، الثاني : شعبة بن الحجاج ، الثالث : عبد الملك بن ميسرة الهلالي ، يقال له الزراد بالزاي وتشديد الراء ، الرابع النزال بفتح النون وتشديد الزاي ابن سبرة بفتح السين وسكون الباء الموحدة الهلالي ، الخامس : عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه .

( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه الإخبار بصيغة الإفراد في موضع ، وفيه القول في ثلاثة مواضع ، وفيه تقديم الراوي على الصيغة وهو جائز عند المحدثين ، وفيه السماع في أربعة مواضع ، وفيه أن شيخه بصري وشعبة واسطي وعبد الملك كوفي والنزال صحابي فيما ذكره أبو عمر فإنه ذكره في جملة الصحابة وغيره ، ذكره في التابعين الكبار ، فعلى قول أبي عمر : فيه رواية الصحابي عن الصحابي ، وعلى قول غيره : فيه رواية التابعي عن التابعي لأن عبد الملك من التابعين ، وفيه أن النزال ليس له في البخاري إلا هذا الحديث عن عبد الله بن مسعود وآخر في الأشربة عن علي رضي الله تعالى عنه .

والحديث أخرجه البخاري أيضا في ذكر بني إسرائيل وفي فضائل القرآن عن سفيان بن حرب ، وأخرجه النسائي في فضائل القرآن عن محمد بن عبد الأعلى .

( ذكر معناه ) قوله " قرأ آية " وفي صحيح ابن حبان عن عبد الله : أقرأني رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سورة الرحمن ، فخرجت إلى المسجد عشية ، فجلست إلى رهط ، فقلت لرجل : اقرأ علي ، فإذا هو يقرأ حرفا لا أقرؤها ، فقلت : من أقرأك ؟ قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقنا حتى وقفنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : اختلفنا في قراءتنا ، فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تغيير ، ووجد في نفسه حين ذكرت الاختلاف ، وقال : إنما هلك من كان قبلكم بالاختلاف ، فأمر عليا رضي الله تعالى عنه ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم ، فإنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف ، قال : فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حرفا لا يقرأ صاحبه ، انتهى .

فهذا يدل على أن كلا منهما ما خرج عن قراءة السبعة ، فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلاكما محسن أي في القراءة ، وإفراد الخبر باعتبار لفظ " كلا " ، وأما أصل السبعة فما رواه ابن حبان في صحيحه من [ ص: 250 ] حديث أبي بن كعب ، قال : قرأ رجل آية وقرأتها على غير قراءته ، فقلت : من أقرأك هذه ؟ قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت فقلت : يا رسول الله ، أقرأتني آية كذا وكذا ؟ قال : نعم ، فقال الرجل له : أقرأتني آية كذا وكذا ؟ قال : نعم ، إن جبريل وميكائيل عليهما الصلاة والسلام أتياني ، فجلس جبريل عن يميني وميكائيل عليه الصلاة والسلام عن يساري ، فقال جبريل : يا محمد ، اقرإ القرآن على حرف ، فقال ميكائيل : استزده ، فقلت : زدني ، فقال : اقرأ على حرفين ، فقال ميكائيل : استزده ، حتى بلغ سبعة أحرف ، وقال : كل كاف شاف ، وفي لفظ : أنزل علي القرآن على سبعة أحرف ، وعند الترمذي : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا جبريل ، إني بعثت إلى أمة أمية ، منهم العجوز والشيخ الكبير ، والغلام والجارية ، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط ، قال : يا محمد ، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ؟ قوله : قال شعبة : هو بالإسناد المذكور ، قوله " أظنه قال " أي قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تختلفوا ، أي لا تختلفوا في القرآن ، والاختلاف فيه كفر إذا نفى إنزاله إذا كان يقرأ خلاف ذلك ، ولا يخير بين القراءتين لأنهما كلاهما كلامه قديم غير مخلوق ، وإنما التفضيل في الثواب ، وفي معجم أبي القاسم البغوي : حدثنا عبد الله بن مطيع ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن يزيد بن خصيفة ، عن مسلم بن معبد ، عن أبي جهيم بن الحارث بن الصمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فلا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر .

ورواه أيضا أبو عبيد بن سلام في كتاب القراآت تأليفه عن إسماعيل بن جعفر .

التالي السابق


الخدمات العلمية