صفحة جزء
4996 - (صدقة المرء المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء، ويذهب الله تعالى بها الفخر والكبر) (أبو بكر بن مقسم في جزئه) عن عمرو بن عوف
(صدقة المرء المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء) بكسر الميم وفتح السين أصله موتة قلبت الواو ياء وهي الحالة التي يكون عليها الإنسان من الموت وأراد بميتة السوء ما لا تحمد عاقبته ولا تؤمن غائلته من الحالات التي يكون عليها الإنسان عند الموت، كالفقر المدقع والوصب الموجع وموت الفجاءة والغرق والحرق ونحوها، ذكره التوربشتي، وقال الحكيم وتبعه جمع: هي ما تعوذ منه المصطفى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في دعائه، وقال الطيبي : هي سوء الخاتمة ووخامة العاقبة (ويذهب الله بها الفخر والكبر) لا ينافي زيادتها في العمر وما يعمر من معمر ؛ لأنه من تسمية الشيء بما يؤول إليه [ ص: 194 ] ؛ أي: وما يعمر من أحد، ألا ترى أنه يرجع الضمير في قوله: ولا ينقص من عمره إليه، والنقصان من عمر المعمر محال وهو من التسامح في العبارة؛ فقد يفهم السامع هذا بحسب الجليل من النظر، وقضية النظر الدقيق أن المعمر الذي قدر له العمر الطويل يجوز أن يبلغ حد ذلك العمر وأن لا يزيد عمره على الأول، وينقص على الثاني، ومع ذلك لا يلزم التغير في التقدير؛ لأن المقدر على كل شخص الأنفاس المعدودة لا الأيام المحدودة والأعوام الممدودة، وما قدر من الأنفاس يزيد وينقص بالصحة والحضور والمرض والتعب، ذكره ابن الكمال أخذا من الكشاف وغيره [تنبيه] مما ورد أنه يزيد في العمر إسباغ الوضوء؛ فقد روى ابن عدي عن أنس مرفوعا: (أسبغ الوضوء يزد في عمرك)

(أبو بكر بن مقسم في جزئه عن عمرو بن عوف) الأنصاري البدري، قضية صنيع المصنف أن ذلك لم يخرجه أحد من المشاهير، والأمر بخلافه، بل خرجه الطبراني والديلمي عن عمرو المذكور باللفظ المزبور من هذا الوجه

التالي السابق


الخدمات العلمية