صفحة جزء
261 - " احضروا الجمعة؛ وادنوا من الإمام؛ فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة؛ وإن دخلها " ؛ (حم د هق ك) عن سمرة ؛ (صح).


[ ص: 194 ] (احضروا) ؛ بضم الهمزة؛ (الجمعة) ؛ أي: خطبتها؛ وصلاتها؛ وجوبا؛ على من هو أهلها؛ ندبا لغيره؛ في رواية - بدل " الجمعة" -: " الذكر" ؛ (وادنوا) ؛ ندبا؛ (من الإمام) ؛ أي: اقتربوا منه؛ بأن تكونوا في الصف الأول؛ بحيث تسمعون الخطبة؛ (فإن الرجل لا يزال يتباعد) ؛ عن الإمام؛ أو عن استماع الخطبة؛ أو عن مقام المقربين؛ أو عن مقاعد الأبرار؛ (حتى يؤخر) ؛ بضم أوله؛ وفتح ثانيه؛ أي: عن الدرجات العالية؛ (في الجنة) ؛ قال الحراني : والتأخر: إبعاد الفعل من الأين الكائن؛ وفيه توهين أمر المتأخرين؛ وتسفيه رأيهم؛ حيث وضعوا أنفسهم من أعالي الأمور إلى سفسافها؛ والله يحب تلك؛ ويكره هذه؛ كما يأتي في خبر؛ وفي قوله: (وإن دخلها) ؛ بغير سبق تعريض بأن الداخل قنع من الجنة ومن تلك الدرجات والمقامات الرفيعة بمجرد الدخول؛ ولله در القائل في المعنى:


حاول جسيمات الأمور ولا تقل ... إن المحامد والعلى أرزاق

    وارغب لنفسك أن تكون مقصرا
... عن غاية فيها الطلاب سباق



وإذا كان هذا حال المتأخر؛ فكيف بالتارك؟

(حم د) ؛ في الصلاة (ك)؛ في الجمعة؛ (هق؛ عن سمرة ) ؛ ابن جندب ؛ ولفظ أحمد وأبي داود والحاكم عن سمرة : " احضروا الذكر؛ وادنوا من الإمام..." ؛ إلى آخر ما ذكر؛ ورواه أحمد أيضا والبيهقي ؛ بلفظ: " احضروا الجمعة؛ وادنوا من الإمام؛ فإن الرجل ليتخلف عن الجمعة حتى إنه ليتخلف عن الجنة؛ وإنه لمن أهلها" ؛ وسياق المؤلف يخالف الطريقين؛ ثم الحديث قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ؛ وأقره الذهبي في التلخيص؛ وسكت عليه أبو داود ؛ لكن تعقبه المنذري بأن فيه انقطاعا؛ وقال الذهبي في تعقبه على البيهقي : فيه الحكم بن عبد الملك ؛ قال ابن معين: ليس بشيء.

التالي السابق


الخدمات العلمية