صفحة جزء
263 - " احفظ ما بين لحييك؛ وما بين رجليك " ؛ (ع)؛ وابن قانع ؛ وابن منده ؛ والضياء ؛ عن صعصعة المجاشعي؛ (صح).


(احفظ) ؛ أيها الإنسان؛ (ما بين لحييك) ؛ بفتح اللام؛ على الأشهر؛ وهما العظمان اللذان عليهما الأسنان السفلى؛ بألا [ ص: 195 ] تنطق إلا بخير؛ ولا تأكل إلا من حلال؛ (وما بين رجليك) ؛ بأن تصون فرجك عن الفواحش؛ وتستر عورتك عن العيون؛ فإنك إن فعلت ذلك ضمن لك المصطفى - صلى الله (تعالى) عليه وعلى آله وسلم - دخول الجنة؛ كما ذكره في خبر يأتي؛ وإنما نص على الأمر بذلك؛ ولم يكتف بدخوله في العموميات التي لا تحصى؛ لأن كف داعية اللسان والفرج من أهم الأمور؛ ومن ثم عد من أعظم أنواع الصبر؛ وأفضله؛ لشدة الداعي؛ فإن معاصي اللسان فاكهة الإنسان؛ كنميمة وغيبة وكذب ومراء وثناء وحكاية كلام الناس وأحوالهم والطعن في عدو ومدح صديق؛ ونحو ذلك؛ ومقاساة كف الفرج أشد من ذلك؛ ومن غيره؛ إذ هو أعظم فخوخ الشيطان لأتقياء الرحمن؛ فما بالك بآحاد الشبان؟!

(ع؛ وابن قانع ) ؛ عبد الباقي؛ في معجمه؛ ( وابن منده ) ؛ محمد بن إسحاق العبدي الأصبهاني؛ الحافظ الجوال؛ ( والضياء) ؛ المقدسي في المختارة؛ (عن صعصعة ) ؛ بفتح المهملتين؛ وسكون المهملة بينهما؛ وفتح المهملة الثانية؛ ابن ناجية بن عقال التميمي؛ (المجاشعي) ؛ بضم الميم؛ وفتح الجيم؛ مخففة؛ وشين معجمة؛ نسبة إلى مجاشع بن دارم؛ قبيلة معروفة؛ وهو جد الفرزدق ؛ لا عمه؛ على الصحيح؛ كما في " أسد الغابة" ؛ لكن في التقريب أنه عمه؛ وهو عم الأقرع بن حابس؛ كان يفتدي الموؤودة في الجاهلية؛ وهو من أشراف مجاشع؛ له وفادة وحديث.

التالي السابق


الخدمات العلمية