صفحة جزء
5269 - ( طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة، وطلب العلم يوما خير من صيام ثلاثة أشهر) (فر) عن ابن عباس
(طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة) ؛ أي: من التهجد ليلة كاملة ( وطلب العلم يوما خير من قيام ثلاثة أشهر ) هذا فيمن طلب علما شرعيا ليعمل به كما علم مما مر آنفا، قال الغزالي : لا بد للعبد من العلم والعمل لكن العلم أولى بالتقديم وأحرى بالتعظيم؛ لأنه الأصل المرفوع والدليل المتبوع، فيجب تقديمه لما أنه يجب أن يعرف المعبود ثم يعبده، وكيف تعبد من لا تعرفه؛ ولأنه يجب أن نعلم ما يلزمك فعله من الواجبات الشرعية على ما أمرت به ومدار ذلك كله على العبادات الباطنة التي هي مساعي القلب فيجب تعلمها من نحو توكل وتفويض ورضا وصبر وتوبة وإخلاص ونحو ذلك وأضدادها كسخط وأمل ورياء وكبرياء ليجتنب ذلك فإنها فرائض، نص عليها في القرآن كما نص على الأمر بالصلاة والصوم، فما بالك أقبلت على الصلاة والصوم وتركت هذه الفرائض، والأمر بها من رب واحد بل غفلت عنها فلا تعرف شيئا منها بفتوى من أصبح يعالج حظه مشغوفا حتى صير المعروف منكرا والمنكر معروفا وممن أهمل العلوم التي سماها الله في كتابه نورا وحكمة وهدى وأقبل على ما به يكتسب الحرام ويكون مصيدة للحطام أما تخاف أن يكون مضيعا لشيء من هذه الواجبات بل لأكثرها وتشتغل بصلاة التطوع وصوم النفل فتكون في لا شيء

(فر عن ابن عباس ) ورواه عنه أيضا أبو نعيم وعنه تلقاه الديلمي مصرحا فلو عزاه المصنف للأصل كان أولى ثم إن فيه نهشل بن سعيد، قال الذهبي : قال ابن راهويه : كان كذابا، ثم قال الديلمي : وفي الباب أبي بن كعب وجابر وحذيفة وسلمان وسمرة ومعاوية بن حيدة ونبيط بن شريط، وأبو أيوب وأبو هريرة، وعائشة أم المؤمنين، وعائشة بنت قدامة وأم هانئ وغيرهم

التالي السابق


الخدمات العلمية