صفحة جزء
5292 - ( طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات حتى لو بذرت حبك على الصفا لنبت وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض) ( أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين) عن أبي هريرة - (ح) .


(طوبى لعيش بعد المسيح ) ؛ أي: بعد نزول المسيح إلى الأرض في آخر الزمان وهو لقب عيسى عليه السلام أصله مسيحا بالعبرانية، وهو المبارك، وما قيل إنه فعيل بمعنى مفعول لقب به؛ لأنه مسح بالبركة والطهارة من الذنوب أو لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن أو لأن جبريل مسحه بجناحه أو بمعنى فاعل؛ لأنه كان يمسح الأرض بالسير أو كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ فلا يثبت، كذا ذكره القاضي وذكر صاحب القاموس أنه جمع في سبب تسميته بذلك خمسين قولا أوردها في شرح المشارق (يؤذن للسماء في القطر) فتمطر (ويؤذن للأرض في النبات) فتنبت نباتا حسنا (حتى لو بذرت حبك على الصفا) ؛ أي: الحجر الأملس (لنبت) طاعة لإذن خالقها (وحتى يمر الرجل على الأسد) ؛ أي: الحيوان المفترس المشهور (فلا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ولا تشاح) بين الناس (ولا تحاسد ولا تباغض) مقصود الحديث أن النقص في الأموال والثمرات ووقوع التحاسد والتباغض إنما هو من شؤم الذنوب، فإذا طهرت الأرض أخرجت بركتها وعادت كما كانت حتى إن العصابة ليأكلون الرمانة ويستظلون بقحفها ويكون العنقود من العنب وقر بعير فالأرض إذا طهرت ظهر فيها آثار البركة التي محقتها الذنوب، ذكره ابن القيم وبالعدل يحصل الأمان ويزول التعدي والعدوان

( أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين عن أبي هريرة ) ظاهر عدول المصنف للنقاش أنه لم يره مخرجا لأحد من المشاهير وهو غفلة؛ فقد خرجه أبو نعيم والديلمي وغيرهما

التالي السابق


الخدمات العلمية