صفحة جزء
5363 - (عادي الأرض لله ولرسوله ثم لكم من بعدي فمن أحيا شيئا من موات الأرض فله رقبتها ) (هق) عن طاوس مرسلا، وعن ابن عباس موقوفا- (ض) .


(عادي الأرض) بتشديد المثناة التحتية يعني القديم الذي من عهد عاد وهلم جرا، وقال القاضي : عاديها الأبنية والضياع القديمة التي لا يعلم لها مالك نسبة إلى عاد قوم هود لتقادم عهدهم للمبالغة، قال الرافعي : يقال للشيء القديم عادي نسبة إلى عاد الأولى والمراد هنا الأرض غير المملوكة الآن وإن تقدم ملكها ومضت عليه الأزمان فليس ذلك مختصا بقوم عاد فالنسبة إليهم للتمثيل لما لم يعلم مالكه (لله ورسوله) ؛ أي: مختص بهما فهو فيء يتصرف فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ثم) هي (لكم) أيها المسلمون (من بعد) ؛ أي: من بعدي، وفي رواية الشافعي هي لكم مني؛ أي: إن أذنتكم في إحيائها فهي بمنزلة العطية مني، قال الطيبي: وقوله هي لكم من بعد قوله لله ورسوله إشعار بأن ذكر الله تمهيد لذكر رسوله تعظيما لشأنه وأن حكمه كحكم الله ولذلك عدل من لي إلى رسوله وفيه التفات (فمن أحيا شيئا من موتان[موات] الأرض) بعدي وإن لم يأذن الإمام عند الشافعي خلافا لأبي حنيفة ولو قرب من العمران ولم يتسامح الناس فيه خلافا لمالك (فله رقبتها) ملكا، قال الرافعي : وخاطب المسلمين بقوله لكم إشارة أن الذمي لا يمكن من الإحياء بدارنا ثم إذا ملك الموات بالإحياء ملك ما هو له بقدر ما يحتاجه للانتفاع بالمحيا، وموتان بفتح الميم والواو، وقال ابن بري وغيره: وغلط من قال فيه موتان بالضم

(هق عن طاوس) بن كيسان اليماني الفارسي قيل اسمه ذكوان وطاوس لقبه: فقيه فاضل تابعي (مرسلا وعن ابن عباس موقوفا) عليه ورواه إمام الأئمة الشافعي من الطريق الأول فكان ينبغي عزوه له مقدما

التالي السابق


الخدمات العلمية