صفحة جزء
5499 - ( عليك بحسن الكلام وبذل الطعام ) (خد ك) عن هانئ بن يزيد
(عليك بحسن الكلام) بين الأنام (وبذل الطعام) للخاص والعام كما سبق تقريره، قالوا: وحسن الكلام أن يزن ما يتكلم به قبل النطق بميزان العقل ولا يتكلم إلا بما تمس الحاجة إليه؛ فقد قيل: لا تكثر الكلام وإن كان حسنا؛ لأنه إذا كثر سمج، ولا يتكلم بما يحرك النفس ويثير الشر؛ فإنه إذا صدر من نفس ثائرة حرك نفس المخاطب وإن كان حسنا، ومن تكلم بكلام فيه خشونة عن نفس طيبة لا تؤثر إزعاجا، وقد قال علي كرم الله وجهه: مغرس الكلام القلب ومستودعه الفكر ومقويه القلب ومبدؤه اللسان وجسمه الحروف وروحه المعنى وحليته الإعراب، قالوا: وليحذر من فاحش الكلام ولو على وجه الحكاية، وفي حال القبض والغضب؛ لأنه إلى الزلل أقرب وأحسن ضابط أن يقال: لا يتكلم إلا بما تمس الحاجة إليه ورب كلام جوابه السكوت كما قيل:


ما كل قول له جواب … جواب ما يكره السكوت

(خد ك) في الأيمان (عن هانئ) ؛ أي: شريح (بن يزيد) المذحجي الحارثي صحابي له وفادة نزل بالكوفة قال: قلت يا رسول الله أخبرني بشيء يوجب الجنة فذكره، قال الحاكم : صحيح ولا علة له وعلته عندهما أن هانئا ليس له راو غير ابنه لكن له نظائر عندهما اهـ. وأقره الذهبي وقال الحافظ العراقي في أماليه: حديث حسن

التالي السابق


الخدمات العلمية