صفحة جزء
292 - " أخروا الأحمال؛ فإن الأيدي مغلقة؛ والأرجل موثقة " ؛ (د)؛ في مراسيله؛ عن الزهري ؛ ووصله البزار ؛ (ع طس) ؛ عن سعيد بن المسيب ؛ عن أبي هريرة نحوه؛ (ح).


(أخروا) ؛ بفتح الهمزة؛ وكسر المعجمة؛ (الأحمال) ؛ إلى وسط ظهر الدابة؛ ولا تبالغوا في التأخير؛ بل اجعلوها متوسطة؛ بحيث يسهل حملها على الدابة؛ لئلا تتأذى بالحمل؛ (فإن الأيدي) ؛ أي: أيدي الدواب المحمول عليها؛ (مغلقة) ؛ بضم الميم؛ وسكون المعجمة؛ أي: مثقلة بالحمل؛ كأنها ممنوعة من إحسان السير؛ لما عليها من الثقل؛ كأنه شبه بالباب إذا أغلق؛ فإنه يمنع من الدخول؛ والخروج؛ أو من قولهم: " استغلق عليه الكلام" ؛ إذا أرتج عليه؛ (والأرجل موثقة) ؛ بضم؛ فسكون؛ أي: كأنها مشدودة بوثاق؛ من أوثقه شده بوثاق؛ و" الوثاق" : ما يشد به؛ من نحو قيد؛ وحبل؛ فينبغي جعل الحمل في وسط ظهر الدابة؛ فإنه إن قدم عليها أضر بيديها؛ وإن أخر أضر برجليها؛ وإنما أمر بالتأخير فقط؛ لأنه رأى بعيرا قد قدم عليه حمله؛ فأمر بالتأخير؛ وأشار إلى مقابله؛ بقوله: " والأرجل موثقة" ؛ لئلا يبالغ في التأخير فيضر؛ وفيه الرفق بالدابة؛ وحفظ المال؛ وتعليم الإخوان ما فيه الخير لهم؛ ولدوابهم؛ وتدبر العواقب؛ والنظر لخلق الله - سبحانه وتعالى - بالشفقة؛ ويحرم إدامة تحميل الدابة ما لا تطيقه دائما؛ وضربها عبثا.

(د؛ في مراسيله؛ عن) ؛ محمد بن مسلمة ؛ بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي؛ ( الزهري ) ؛ بضم الزاي؛ المدني؛ أحد الأعلام؛ وعالم الحرمين؛ والشام؛ تابعي جليل؛ سمع من أكثر من عشرين صحابيا؛ قيل لمكحول: من أعلم من رأيت؟ قال: ابن شهاب ؛ قيل: ثم من؟ قال: ابن شهاب ؛ قيل: ثم من؟ قال: ابن شهاب ؛ مرسلا؛ (ووصله البزار ) ؛ في مسنده؛ (ع طب؛ عنه) ؛ أي: الزهري ؛ (عن سعيد بن المسيب ) ؛ بفتح الياء؛ أشهر من كسرها؛ المخزومي؛ أحد الأعلام؛ والفقهاء الكمل؛ روى عن عمر ؛ وعثمان ؛ وسعد ؛ وعنه الزهري ؛ وخلق؛ (عن أبي هريرة نحوه) ؛ رمز المؤلف لحسنه؛ ولعله بالنظر إلى تعدد طرقه؛ وإلا ففيه قيس بن الربيع الأزدي؛ ضعفه كثيرون؛ ورواه الترمذي في العلل؛ مرسلا؛ بلفظ: " إذا حملتم فأخروا؛ فإن الرجل موثقة؛ واليد مغلقة" ؛ وقال: سألت محمدا - يعني البخاري - عنه؛ فلم يعرفه؛ وقال: فيه قيس بن الربيع؛ لا أكتب حديثه؛ ولا أروي عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية