صفحة جزء
6028 - (قال الله تعالى: لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم أكن قد قدرته ولكن يلقيه النذر إلى القدر وقد قدرته له أستخرج به من البخيل فيؤتيني عليه ما لم يكن يؤتيني من قبل) (حم خ ن) عن أبي هريرة
(قال الله تعالى لا يأتي ابن آدم) بالنصب مفعول مقدم وفاعله (النذر) بفتح النون، وحكاية عياض ضمها غلط أو خلل من ناسخ (بشيء لم أكن قد قدرته) يعني: النذر لا يأتي بشيء غير مقدر (ولكن يلقيه النذر إلى القدر) بالقاف في يلقيه، والقدر بفتح القاف ودال مهملة؛ أي: إن صح أن القدر هو الذي يلقي ذلك المطلوب ويوجده لا النذر فإنه لا دخل له في ذلك وفي رواية يلفيه بالفاء (وقد قدرته له) ؛ أي: النذر لا يصنع شيئا وإنما يلقيه إلى القدر فإن كان قدر وقع وإلا فلا (أستخرج به من البخيل) قال النووي : معناه أنه لا يأتي بهذه القربة تطوعا مبتدأ بل في مقابلة بنحو شفاء مريض مما علق النذر عليه، وقال الزين العراقي : يحتمل أن يريد النذر المالي؛ لأن البخل إنما يستعمل غالبا في البخل بالمال وأن يريد كل عبادة كما في خبر (أبخل الناس من بخل بالسلام) (فيؤتيني عليه ما لم يكن يؤتيني عليه من قبل) يعني أن العبد يؤتي على تحصيل مطلوبه ما لم يكن أتاه من قبل تحصيل مطلوبه ففيه إشارة إلى ذم ذلك، قال الخطابي : وفي قوله أستخرج إشارة لوجوب الوفاء

(حم خ ن عن أبي هريرة )

التالي السابق


الخدمات العلمية