صفحة جزء
6033 - (قال الله تعالى: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار) (حم د هـ) عن أبي هريرة ، (هـ) عن ابن عباس - (صح) .


(قال الله تعالى: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري) ؛ أي: إنه خاص صفتي فلا يليق إلا بي فالمنازع فيه منازع في صفة من صفاتي فإذا كان الكبر على عباده لا يليق إلا به فمن تكبر على عباده فقد جنى عليه ذكره الغزالي . قال الكلاباذي: الرداء عبارة عن الجمال والبهاء، والإزار عبارة عن الجلال والستر والحجاب فكأنه قال لا تليق الكبرياء إلا بي؛ لأن من دوني صفات الحدوث لازمة له وسمة العجز ظاهرة عليه والإزار عبارة عن الامتناع عن الإدراك والإحاطة به علما وكيفية لذاته وصفاته فكأنه قال حجبت خلقي عن إدراك ذاتي وكيفية صفاتي بالجلال والعظمة (فمن نازعني واحدا منهما) ؛ أي: جاذبني إياه (قذفته) ؛ أي: رميته وفي رواية أدخلته (في النار) لتشوفه إلى ما لا يليق إلا بالقادر القهار القوي الجبار الغني العلي سبحانه ليس كمثله شيء قال في الحكم: كن بأوصاف ربوبيته متعلقا بأوصاف عبوديتك متحققا منعك أن تدعي ما ليس لك مما للمخلوقين أفيبيح لك أن تدعي وصفه وهو رب العالمين؟ وقد أفاد هذا الوعيد أن التكبر والتعاظم من الكبائر

(حم د هـ عن أبي هريرة ، هـ عن ابن عباس ) تبع في عزوه لأبي داود الإشبيلي، قال في المنار: ولا أعرفه عند أبي داود وهو عند مسلم من حديث أبي هريرة وأبي سعيد بقريب من هذا اللفظ وهو قوله رداءه

التالي السابق


الخدمات العلمية