صفحة جزء
6034 - (قال الله تعالى: الكبرياء ردائي فمن نازعني في ردائي قصمته) (ك) عن أبي هريرة - (صح) .


(قال الله تعالى: الكبرياء ردائي فمن نازعني ردائي قصمته) ؛ أي: أذللته وأهنته أو قربت هلاكه. قال الزمخشري : هذا وارد عن غضب شديد ومناد على سخط عظيم؛ لأن القصم أفظع الكسر وهو الكسر الذي بين تلازم الأجزاء بخلاف الكسر، وقال القاضي : والكبرياء الكبر وهو الترفع على الغير بأن يرى لنفسه عليه شرفا، والعظمة كون الشيء في نفسه كاملا شريفا مستغنيا فالأول أرفع من الثاني؛ إذ هو غاية العظمة فلذا مثله في الرداء وقيل الكبرياء الترفع عن الانقياد وذلك لا يستحقه إلا الحق فكبرياء ألوهيته التي هي عبارة عن استغنائه عما سواه، وعظمة وجوبه الذاتي الذي هو عبارة عن استقلاله واستغنائه ومثلهما بالرداء والإزار إدناء للمتوهم من المشاهد وإبرازا للمعقول في صورة المحسوس فلما لا يشارك الرجل في ردائه وإزاره لا يشارك الباري في هذين فإنه الكامل المنعم المنفرد بالبقاء وما سواه ناقص محتاج على صدد الفناء كل شيء هالك إلا وجهه وكل مخلوق استعظم نفسه واستعلى على الناس فهو مزور ينازع رب العزة في حقه مستوجب لأقبح نقمه وأفظع عذابه أعاذنا الله منه ومن موجبه

(ك عن أبي هريرة )

التالي السابق


الخدمات العلمية