صفحة جزء
6070 - (قال ربكم: أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي إله فمن اتقى أن يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له) (حم ت ن هـ ك) عن أنس- (صح) .


(قال ربكم أنا أهل أن أتقى) بالبناء للمفعول بضبط المصنف؛ أي: أخاف وأحذر فالحذر أن أوصف بما وصفني به المشركون ويحذركم الله نفسه ورأس الاتقاء اتقاء كلمة الكفر كما قال (فلا يجعل) بالبناء للمفعول بضبط المصنف (معي إله) ؛ لأنه لا إله غيري ولو أشرك بي العبد أحدا معي لفعل محالا لجعله شيئا لا يكون وليس بكائن (فمن اتقى أن يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له) هذا على نسق التنزيل نسب الأهلية إلى نفسه في الفعلين؛ لأنه شكور ولا يضيع أجر المحسنين فمن زعم أن أحدا من الموحدين يخلد في النار فقد أعظم الفرية ونسب ربه إلى الجور، تعالى الله عن ذلك، وقول بعض السلف بخلود أهل الكبائر أراد به طول المكث وأبهمه زجرا وتخويفا فلم يفهم أولئك مراده فضلوا وأضلوا، قال الإمام الرازي: سمى نفسه أهل التقوى وسمى الموحدين أهل كلمة التقوى فكأنه يقول أنا أهل أن أكون مذكورا بهذه الكلمة وأنت أهل أن تكون ذاكرها فما أعظم هذا الشرف! وقال الطيبي: أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين ثم تجوز واستعمل في معنى الخليق والجدير فقيل فلان أهل لكذا؛ أي: خليق به وهو المعني بقوله هو أهل التقوى وأهل المغفرة فأخبر بأنه حقيق بأن يتقى منه وخليق بأن يغفر لمن اتقاه ففوض الترتيب إلى ذهن السامع اهـ

(حم ت ن) في التفسير (هـ) في الزهد (ك) في التفسير كلهم من حديث سهيل القطيعي عن ثابت (عن أنس) وقال الترمذي : حسن غريب وسهيل ليس بالقوي وقد تفرد به عن ثابت

التالي السابق


الخدمات العلمية