صفحة جزء
6072 - (قال لي جبريل: لو رأيتني وأنا آخذ من حمإ البحر فأدسه في في فرعون مخافة أن تدركه الرحمة) (حم ك) عن ابن عباس .


(قال) لي (جبريل لو رأيتني) يا محمد حين قال فرعون عند إدراكه الغرق آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل [ ص: 499 ] وأنا من المسلمين (وأنا آخذ من حال البحر) ؛ أي: طينه الأسود المنتن (فأدسه في في فرعون) عندما أدركه الغرق (مخافة أن تدركه الرحمة) ؛ أي: رحمة الله التي وسعت كل شيء وجواب لو محذوف؛ أي: لرأيت أمرا عجيبا يبهت الواصف عن كنهه فإني لما شاهدت تلك الحالة بهت غضبا على عدو الله لادعائه تلك العظمة والحاصل أنه إنما فعل ذلك غضبا لله لا أنه كره إيمانه؛ لأن كراهة إيمان الكافر على ما قالوا كفر، قال الماتريدي: إنما يكون الرضى بالكفر كفرا إذا رضي بكفر نفسه لا بكفر غيره وقد ذكر الزمخشري هذا بوزن قوله مخافة إلخ وقال دسه في فيه للغضب لله على الكافر في وقت قد علم أن إيمانه لا ينفعه قال وأما ما يضم إليه من قولهم مخافة أن تدركه الرحمة فمن زيادات المباهتين لله ولملائكته؛ لأن الإيمان يصح بالقلب فحال البحر لا يمنعه؛ أي: عند الحنفية وقد يجاب بأن جبريل عليه السلام أراد شغل قلبه لا لسانه

(حم ك عن ابن عباس ) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لما أغرق الله فرعون فقال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل فقال لي جبريل إلخ قال الحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي في التلخيص لكنه في الميزان نقل عن أحمد أن يوسف بن مهران أحد رجاله لا يعرف ثم ساقه بلفظه

التالي السابق


الخدمات العلمية