صفحة جزء
307 - " أخوك البكري؛ ولا تأمنه " ؛ (طس)؛ عن عمر بن الخطاب ؛ (د)؛ عن ابن عمرو بن الفغواء؛ (ح).


(أخوك البكري) ؛ بكسر الموحدة؛ أي: الذي ولده أبواك أولا؛ وهذا على المبالغة في التحذير؛ أي: أخوك شقيقك؛ خفه؛ واحذر منه؛ (ولا تأمنه) ؛ فضلا عن الأجنبي؛ فالتحذير منه أبلغ؛ فـ " أخوك" ؛ مبتدأ؛ و" البكري" ؛ نعته؛ والخبر " يخاف منه" ؛ مقدرا؛ وفيه إثبات الحذر؛ واستعمال سوء الظن فيمن لم يتحقق فيه حسن السيرة؛ قال الديلمي : وهذه كلمة جاهلية؛ تمثل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وقال العسكري: هذا من الحكم والأمثال.

(طس)؛ من طريق زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ؛ عن أبيه؛ (عن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ قال أسلم: خرجت في سفر؛ فلما رجعت قال لي عمر : " من صحبت؟" ؛ قلت: رجلا من بكر بن وائل؛ فقال: " أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:..." ؛ فذكره؛ قال الهيتمي: أسلم وأبوه ضعيفان؛ (د؛ عن) ؛ عبد الله (ابن عمرو بن الفغواء) ؛ عن أبيه؛ و" الفغواء" ؛ بفتح الفاء؛ وسكون الغين المعجمة؛ وواو مخففة؛ مع المد؛ ويقال: ابن أبي الفغواء؛ قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وقد أراد أن يبعثني إلى أبي سفيان بمال يقسمه في قريش بمكة؛ بعد الفتح؛ فقال: " التمس صاحبا" ؛ فجاءني عمرو بن أمية الضمري ؛ فقال: بلغني أنك تريد الخروج؛ وتلتمس صاحبا؛ قال: قلت: أجل؛ قال: فأنا لك صاحب؛ قال: فجئت إلى النبي - صلى الله (تعالى) عليه وعلى آله وسلم - فقلت له: قد وجدت صاحبا؛ قال: " من؟" ؛ فقلت: عمرو بن أمية الضمري ؛ فقال: " إذا هبطت بلاد قومه فاحذره؛ فإنه قد قال القائل: أخوك البكري؛ ولا تأمنه" ؛ [ ص: 223 ] فخرجت؛ حتى إذا كنا بالأبواء قال: أريد حاجة إلى قومي بودان؛ فتلبث لي؛ قلت: راشدا؛ فلما ولى ذكرت ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فشددت على بعيري؛ ثم خرجت حتى إذا كنت بالأصافير؛ إذا هو يعارضني في رهط؛ قال: فأوضعت بعيري فسبقته؛ فلما رآني قد فته انصرفوا؛ وجاءني؛ فقال: كان لي إلى قومي حاجة؛ قال: قلت: أجل؛ فمضينا حتى قدمنا مكة؛ فدفعت المال إلى أبي سفيان ؛ انتهى؛ وعبد الله قال ابن حبان : مستور؛ وقال الذهبي : تابعي مجهول؛ وساقه في الضعفاء؛ وقال في غيرها: لا يعرف؛ قال: وعمرو له صحبة ورواية؛ وفي التقريب: عمرو بن الفغواء الخزاعي صحابي في إسناد حديثه اختلاف؛ انتهى؛ يشير إلى هذا الحديث؛ ورواه العسكري - رحمه الله (تعالى) - في الأمثال؛ من حديث مسور؛ مرفوعا؛ هذا وقد رمز المؤلف لحسنه؛ ولعله لاعتضاده.

التالي السابق


الخدمات العلمية