صفحة جزء
6086 - (قال يحيى بن زكريا لعيسى ابن مريم أنت روح الله وكلمته وأنت خير مني فقال عيسى بل أنت خير مني؛ سلم الله تعالى عليك وسلمت على نفسي) ( ابن عساكر ) عن الحسن مرسلا- (ض) .


(قال يحيى بن زكريا لعيسى ابن مريم أنت روح الله) ؛ أي: مبتدأ منه؛ لأنه خلق روحه ابتداء بلا واسطة أصل وسبق مادة، أو لأنه تعالى أحيا به الأموات كما أحيا بالأرواح الأبدان (وكلمته) الذي كان وجوده بلا أب لقوله ( كن) بعد تعلق الإرادة بغير واسطة نطفة أو لأنه لما تكلم بغير أوانه لفرط غرابة ونهاية بلاغة بكلام مستغرب هو قوله: إني عبد الله الآية سمي بكلمة الله وأضيف إلى الله تعظيما وأخرج ابن عساكر عن أبي بن كعب قال: كان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخذ عليها الميثاق في زمن آدم عليه السلام فأرسله الله إلى مريم في صورة بشر فحملت بالذي خاطبها وهو روح عيسى عليه السلام فدخل من فيها فحملت به لسبع أو تسع ساعات ووضعته من يومها (وأنت خير مني) ؛ أي: أفضل عند الله (فقال عيسى بل أنت خير مني سلم الله عليك وسلمت على نفسي) هذا قاله تواضعا أو قبل علمه بأنه أفضل فإنه أفضل منه بلا نزاع ولا يقدح فيه ما ذكره من السلام؛ إذ قد يكون في المفضول مزية بل مزايا لا توجد في الفاضل

(فوائد) أخرج ابن عساكر أن عيسى لما بلغ سبع سنين أسلمته أمه للكتاب فكان المعلم لا يعلمه شيئا إلا بدره به فعلمه أبجد فقال: ما أبجد؟ فقال: لا أدري قال: فكيف تعلمني ما لا تعلم ولا تدري؟ فقال: إذا فعلمني فقال: الألف آلاء الله والباء بهاء الله والجيم جمال الله والدال دوام الله فعجب المعلم وأخرج عن يعلى بن شداد مرفوعا ليخرجن الله بشفاعة عيسى من جهنم مثل أهل الجنة

( ابن عساكر ) في التاريخ (عن الحسن) البصري (مرسلا)

التالي السابق


الخدمات العلمية