صفحة جزء
30 - " ائتوا المساجد حسرا؛ ومعصبين؛ فإن العمائم تيجان المسلمين؛ (عد)؛ عن علي؛ (ض).


(ائتوا) ؛ أمر من " الإتيان" ؛ وزعم ابن الأثير أنه " ابنوا" - من " البناء" ؛ ومعناه: ابنوا المساجد مكشوفة الجدر - وهم؛ قال المؤلف: ولعله تصحيف عليه؛ (المساجد) ؛ جمع " مسجد" ؛ قال في المصباح: وهو بيت الصلاة؛ حال كونكم؛ (حسرا) ؛ بمهملات؛ بوزن " سكر" ؛ جمع " حاسر" ؛ أي: كاشف؛ يعني: بغير عمائم؛ قال الراغب : و" الحسر" : كشف البدن مما عليه؛ وقال الزمخشري : " حسر عمامته عن رأسه" ؛ كشف؛ و" حسر كمه عن ذراعيه" ؛ وكل شيء كشف فقد حسر؛ و" امرأة حسنة المحاسر" ؛ و" رجل حاسر" ؛ مكشوف الرأس؛ (ومعصبين) ؛ أي: ساترين رؤوسكم؛ بالعصابة؛ أي: بالعمامة؛ وهو بضم الميم؛ وفتح العين؛ وكسر الصاد مشددة؛ قال الزمخشري : " المعصب" : المتوج؛ ويقال للتاج والعمامة: " عصابة" ؛ يعني: ائتوا المساجد كيف أمكن؛ بنحو قلنسوة فقط؛ أو بتعمم؛ وتقنع؛ ولا تتخلفوا عن الجمعة؛ التي هي فرض عين؛ ولا الجماعة؛ التي هي فرض كفاية؛ والتعمم - عند الإمكان - أفضل؛ (فإن العمائم) ؛ جمع " عمامة" ؛ بكسر العين؛ سميت به لأنها تعم جميع الرأس بالتغطية؛ (تيجان المسلمين) ؛ مجاز على التشبيه؛ أي: كتيجان الملوك؛ وفي رواية: " من سيما المسلمين" ؛ أي: علامتهم؛ كما أن التاج سيما الملوك؛ وما اقتضاه الحديث من كون فقد العمامة غير عذر في ترك الجمعة؛ والجماعة؛ محله فيمن يليق به ذلك؛ أما لو كان خروجه إلى المسجد بدون العمامة لا يليق به؛ فلا يؤمر بالإتيان حاسرا عند فقدها؛ و" التاج" : الإكليل؛ تجعله ملوك العجم على رؤوسها؛ مرصعا بجوهر؛ كالعمامة للعرب؛ قال الزمخشري : تقول: " ملك متوج" ؛ و" توجوه؛ فتتوج" ؛ وفي صفة العرب العمائم تيجانها؛ والسيوف سيجانها.

(عد)؛ من رواية ميسرة بن عبيد؛ عن الحكم بن عيينة؛ عن ابن أبي يعلى؛ (عن علي) ؛ أمير المؤمنين ؛ قال جدنا الأعلى من قبل الأم؛ الزين العراقي؛ في شرح الترمذي : وميسرة بن عبيد متروك؛ ومن ثم رمز المؤلف لضعفه؛ لكن يشهد له ما رواه ابن عساكر بلفظ: " ائتوا المساجد حسرا ومقنعين؛ فإن ذلك من سيما المسلمين" .

التالي السابق


الخدمات العلمية