صفحة جزء
6221 - ( كتب الله تعالى مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء ) (م ) عن ابن عمرو - (صح) .


( كتب الله مقادير الخلائق ) ؛ أي: أجرى القلم على اللوح أو غيره بتحصيل مقاديرها على وفق ما تعلق به وإرادته وليس المراد هنا أصل التقدير؛ لأنه أزلي لا ابتداء له (قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) معناه طول الأمد وتكثير ما بين الخلق والتقدير من المدد لا التحديد؛ إذ لم يكن قبل السماوات والأرض سنة ولا شهر فلا تدافع بينه وبين خبر الألفين المار، قال البيضاوي: أو تقديره ببرهة من الدهر الذي يوم فيه كألف سنة مما تعدون أو من الزمان نفسه، قال: فإن قلت كيف يحمل على الزمان وهو على المشهور مقدار حركة الفلك الذي لم يخلق حينئذ قلت فيه كلام وإن سلم فمن زعم ذلك قال بأنه مقدار الفلك الأعظم الذي هو عرش الرحمن وكان موجودا حينئذ بدليل قوله فيما بعده وكان عرشه على الماء (وعرشه على الماء) ؛ أي: قبل خلق السماوات، قال بعض أهل التحقيق: ذلك الماء هو العلم، قال بعضهم: وفيه صراحة بأن أول المخلوقات العرش والماء والله أعلم بأيهما سبق الآخر، ومن وهم أن هذا الخبر يدل على أن أولها العرش فحسب؛ فقد وهم، ثم إن ما ذكر من الأولية يعارضه خبر الترمذي (أول ما خلق القلم، فقال له اكتب فجرى بما هو كائن إلى الأبد) وادعى بعضهم أن أول ما خلق الله الماء ثم أوجد منه سائر الأجرام تارة بالتلطيف وأخرى بالتكثيف [تنبيه] قال التونسي : في قوله وكان عرشه على الماء بيان استحالة الجهة في حقه تعالى؛ لأن استقرار العرش على الماء فعلم بأنه لما خرقت العادة باستقرار هذا الجرم العظيم الذي هو أعظم الأجرام على الماء الذي ليس من عادة مثله بل ولا عادة أقل منه من الأجرام الراتبة أن يستقر على الماء علم أن الاستواء عليه ليس استواء استقرار وتمكن

(م) في الإيمان بالقدر (عن ابن عمرو) بن العاص ورواه عنه أيضا الترمذي وغيره ولم يخرجه البخاري

التالي السابق


الخدمات العلمية