صفحة جزء
31 - " ائتوا الدعوة إذا دعيتم " ؛ (م) عن ابن عمر ؛ (صح).


(ائتوا) ؛ وجوبا؛ (الدعوة) ؛ بالفتح؛ وتضم؛ على ما في القاموس؛ لكن نوزع بتغليطهم لقطرب؛ وتغلب في دعواهما جوازه؛ كما حكاه النووي وغيره؛ قال: ودعوة النسب؛ بكسر الدال؛ وعكس بنو تيم الرباب؛ ففتحوا دال دعوة النسب؛ وكسروا دال دعوة الطعام؛ انتهى؛ وما نسبه لتيم الرباب نسبه صاحب الصحاح والمحكم لبني عدي الرباب؛ والمراد بها هنا: وليمة العرس؛ لأنها المعهودة عندهم عند الإطلاق؛ (إذا دعيتم إليها) ؛ وتوفرت شروط الإجابة؛ وهي عند الشافعية نحو عشرين؛ وخص الإتيان بالأمر؛ ليفيد عدم وجوب الأكل؛ أما وليمة غير العرس من الولائم العشرة المشهورة؛ فإتيانها عند الدعاء إليها [ ص: 68 ] مندوب؛ حيث لا عذر؛ قال بعض حكماء الإسلام: وإنما شرعت الإجابة لأن أصل الدعوة ابتغاء الألفة؛ والمودة؛ ففي النفس هنات؛ وفي الصدر منها سخائم؛ والآدمي مركب على طبائع شتى؛ والنفوس جبلت على حب من أكرمها؛ لحبها للشهوات؛ وأعظمها حب التعظيم؛ وقضاء المنى؛ ففي بر النفوس تقويمها؛ وذلك عون لها على دينها؛ فحث النبي على الإجابة؛ لتتأكد الألفة؛ وتصفو المودة؛ وينتفي وغر الصدر؛ وفي ترك الإجابة مفاسد لا تكاد تحصى.

(م؛ عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية