صفحة جزء
6268 - كفوا عن أهل (لا إله إلا الله) لا تكفروهم بذنب، فمن أكفر أهل (لا إله إلا الله) فهو إلى الكفر أقرب - طب) عن ابن عمر - ض).


(كفوا عن أهل لا إله إلا الله) وهم من نطق بها، أي: مع نطقه بالشهادة الثانية وإن لم يعلم ما في قلبه (لا تكفروهم بذنب) [ ص: 9 ] ارتكبوه وإن كان من أكبر الكبائر كالقتل والزنا والسرقة، (فمن أكفر أهل لا إله إلا الله) أي: حكم بكفرهم، (فهو إلى الكفر أقرب) منه إلى الإيمان فمخالف الحق من أهل القبلة ليس بكافر ما لم يخالف ما هو من ضروريات الدين كحدوث العالم وحشر الأجساد فإنه حينئذ ليس من أهل لا إله إلا الله فنكفره، وقال علي كرم الله وجهه : أعلم الناس بالله أشدهم حبا وتعظيما لأهل لا إله إلا الله. قال ابن عربي : إياك ومعاداة أهل لا إله إلا الله فإن لهم من الله الولاية العامة فهم أولياء الله ولو جاءوا بقراب الأرض خطايا لا يشركون بالله لقيهم الله بمثلها مغفرة، ومن ثبتت ولايته حرمت محاربته، ومن لم يطلعك الله على عداوته لله فلا تتخذه عدوا فإذا تحققت أنه عدو الله وليس إلا المشرك فتبرأ منه كما فعل إبراهيم بأبيه، ولا تعاد عباد الله بالإنكار ولا بما ظهر على اللسان بل اكره فعله لا عينه، والعدو لله إنما يكره عينه ففرق بين من يكره عينه وهو عدو الله ومن يكره فعله وهو المؤمن العاصي.

(طب عن ابن عمر) بن الخطاب ، قال الهيثمي : فيه الضحاك بن حمزة عن علي بن زيد وقد اختلف في الاحتجاج بهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية