صفحة جزء
317 - " ادفعوا الحدود عن عباد الله؛ ما وجدتم له مدفعا " ؛ (هـ)؛ عن أبي هريرة ؛ (ح).


(ادفعوا الحدود عن عباد الله) ؛ أضافهم إليه؛ تذكيرا بأن الدفع عنهم من تعظيم مالكهم؛ (ما وجدتم له) ؛ أي: للحد؛ الذي هو واحد الحدود؛ أو للدفع؛ المفهوم من " ادفعوا" ؛ أي: لا تقيموها مدة دوام وجودكم لها؛ (مدفعا) ؛ كـ " مصرع" ؛ أي: تأويلا يدفعها؛ لأن الله (تعالى) كريم؛ عفو؛ يحب العفو والستر: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم ؛ ومن ثم ندب للحاكم إذا أتاه نادم أقر بحد؛ ولم يفسره؛ ألا يستفسره؛ بل يأمره بالستر؛ فإن كان مما يقبل الرجوع؛ عرض له به؛ كما فعل المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ إلا أن هذا مقيد بما إذا لم يكن الفاعل معروفا بالأذى والفساد؛ فعدم الإغضاء عنه أولى؛ كما مر؛ بل قد يجب عدم الستر عليه؛ لأن الستر يطغيه؛ نص عليه مالك وغيره؛ قال الحراني : و" الدفع" : رد الشيء؛ بغلبة وقهر؛ عن وجهته التي هو منبعث إليها.

(هـ)؛ من حديث إسحاق بن إسرائيل؛ عن وكيع ؛ عن إبراهيم بن الفضل؛ عن المقبري؛ (عن أبي هريرة ) ؛ قال ابن حجر في تخريج المختصر: إبراهيم مدني؛ ضعيف؛ وقد خرجه ابن عدي ؛ فعده من منكراته؛ وقال: هذا رجل اتهمه سفيان الثوري ؛ انتهى؛ وبه يعرف سقوط رمز المصنف - رحمه الله (تعالى) -؛ لحسنه؛ إلا أن يراد أن ما مر يعضده.

التالي السابق


الخدمات العلمية