صفحة جزء
6278 - كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الجهار أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه - ق) عن أبي هريرة - صح) .


(كل أمتي معافى) بفتح الفاء مقصورا اسم مفعول من عافاه الله إذا أعفاه، وقال النووي : هو بالهاء في آخره، هكذا هو في معظم النسخ والأصول المعتمدة. اهـ. وفي نسخ المصابيح وغيرها معافى بلا هاء كما هنا. قال الطيبي : وعليه فينبغي أن تكتب ألفه بالياء فيكون مطابقا للفظ كل. (إلا المجاهرين) أي: لكن المجاهرين بالمعاصي لا يعافون، من جاهر بكذا بمعنى جهر به وعبر بفاعل للمبالغة أو هو على ظاهر المفاعلة، والمراد الذين يجاهر بعضهم بعضا بالتحدث بالمعاصي، وجعل منه ابن جماعة إفشاء ما يكون بين الزوجين من المباح، ويؤيده الخبر المشهور في الوعيد عليه. (وإن من الجهار) أي: الإظهار والإذاعة (أن يعمل الرجل بالليل عملا) مسيئا (ثم يصبح) أي يدخل في الصباح (وقد ستره الله فيقول: عملت البارحة) هي أقرب ليلة مضت من وقت القول، من برح زال (كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه) بإشهار ذنبه في الملأ، وذلك خيانة منه على ستر الله الذي أسدله عليه، وتحريك لرغبة الشر فيمن أسمعه أو أشهده، فهما جنايتان انضمتا إلى جنايته فتغلظت به فإن انضاف إلى ذلك الترغيب للغير فيه والحمل عليه صارت جناية رابعة وتفاحش الأمر.

(ق عن أبي هريرة )، ورواه عنه أبو يعلى وغيره.

التالي السابق


الخدمات العلمية