صفحة جزء
6310 - كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة ، وتعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة ، ودل الطريق صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة - حم ق) عن أبي هريرة - صح) .


(كل سلامى) بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم، مفرد سلاميات، عظام الجسد، أو أنامله، أو مفاصله، أي: كل مفصل من المفاصل الثلاث مئة وستين التي في كل واحد عظم، (من الناس عليه) ذكره مع أن (سلامى) مؤنثة باعتبار العضو هي المفصل لا لرجوعه لكل كما قيل، ( صدقة ) إيجابها عليه مجاز، وفي الحقيقة واجبة على صاحبه. (كل يوم تطلع فيه الشمس) في مقابلة ما أنعم الله عليه في تلك السلامى من باهر النعم ودوامها، ولو شاء لسلبها القدرة، وهو فيه عادل؛ فإبقاؤها لا سيما مع التقصير في خدمته توجب دوام شكره بالتصدق وغيره ما دامت تلك النعم، إذ لو فقد له عظم واحد أو يبس أو لم ينبسط فلم ينقبض لاختلت حياته وعظم بلاؤه. والصدقة تدفع البلاء، وليس المراد بالصدقة هنا المالية فحسب، بل كنى بها عن نوافل الطاعات، كما يفيده قوله: (تعدل) هو في تأويل المصدر مبتدأ، خبره صدقة ، (بين الاثنين) متحاكمين، أو متخاصمين، أو متهاجرين، ( صدقة عليهما) لوقايتهما مما يترتب عليه الخصام من قبيح الأقوال والأفعال، (وتعين) فيه وما بعده ما ذكر، أي: وفي إعانتك (الرجل) يعني الإنسان، (على دابته فيحمل عليها) المتاع، أو الراكب بأن يعينه في الركوب أو يحمله كما هو، (وترفع) بمثناة فوقية بضبط المصنف، (له عليها متاعه صدقة ) أي: أجرها، كأجر صدقة عليه، حذفت المضافات وحرف التشبيه للمبالغة، وكذا في أخواته، وهذا تشبيه محسوس بمحسوس، والجامع عقلي وهو ترتب الثواب على كل منهما. (والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة) بفتح الخاء المرة الواحدة، وبضمها ما بين القدمين، وهو مبتدأ، والباء زائدة ، (يخطوها) في رواية: (يمشوها) (إلى الصلاة صدقة ) أطلق على الكلمة صدقة كدعاء، وذكر، وسلام، وثناء، وغير ذلك مما يجمع القلوب ويؤلفها، وعلى الخطوة إلى الصلاة صدقة ، مع عدم تعدي نفعها إلى الغير للمشاركة، وتشبيها لهما بالمال في سعة الأجر، وقيل: هما صدقة على نفس الفاعل، وفيه حض على حضور الجماعة ولزوم المساجد والسعي إليها. (ودل الطريق صدقة ، وتميط) بضم أوله تنحي (الأذى) أي: مما يؤذي المارة كقذر، وحجر، وشوك (عن الطريق) يذكر ويؤنث ( صدقة ) على المسلمين، وأخرت هذه لكونها دون ما قبلها، كما يشير إليه خبر شعب الإيمان، وحمل الأذى على أذى الظالم، والطريق على طريقه تعالى وهو شرعه بعيد، وشرط الثواب على هذه الأعمال خلوص النية.

(حم ق عن أبي هريرة ).

التالي السابق


الخدمات العلمية