صفحة جزء
325 - " أدنى جبذات الموت بمنزلة مائة ضربة بالسيف " ؛ ابن أبي الدنيا ؛ في ذكر الموت؛ عن الضحاك بن حمرة؛ مرسلا.


(أدنى جبذات) ؛ جمع " جبذة" ؛ بجيم؛ فموحدة؛ و" الجبذ" : الجذب؛ وليس مقلوبا؛ بل لغة صحيحة؛ كما بينه ابن السراج ؛ وتبعه القاموس؛ فجزم به؛ موهما للجوهري؛ (الموت بمنزلة) ؛ أي: مثل؛ (مائة ضربة بالسيف) ؛ تهويل لشدته؛ وإشارة إلى أنه خلق فظيع منكر ثقيل بشع؛ فليس المراد أن ألمه كألم المائة ضربة؛ بل هو إعلام بأنه في الشدة للغاية التي لا شيء فوقها؛ وأن كل عضو لا روح فيه لا يحس بألم؛ فإذا كانت فيه الروح فالروح هو المدرك للألم؛ فكل ألم أصاب العضو سرى أثره للروح؛ فبقدر السراية يألم؛ والموت ألمه مباشر للروح؛ فيستغرق جميع أجزائه؛ حتى لم يبق فيه جزء إلا دخله الألم؛ فإن المنزوع المجذوب من كل عرق وعصب وشعر وبشر؛ وذلك أشد من ألوف ضربات بالسيوف؛ لأنها لا تبلغ تلك الكلية؛ لأن قطع البدن بالسيف إنما يؤلمه لتعلقه بالروح؛ فكيف إذا كان المتناول نفس الروح؟! وأخرج ابن عساكر أن عمرو بن العاص كان يقول: " عجبا لمن ينزل به الموت وعقله معه؛ كيف لا يصفه؟!" ؛ فلما نزل به ذكره ابنه عبد الله ؛ وقال: " صفه لنا" ؛ قال: " الموت أجل من أن يوصف؛ لكني سأصف لك منه شيئا؛ كأن على عنقي جبال رضوى؛ وفي جوفي الشوك؛ وكأن نفسي تخرج من ثقب إبرة" ؛ ويستثنى من ذلك الشهيد؛ فإنه إنما يجد ألمه كما يجد غيره ألم القرصة؛ كما في خبر يأتي.

( ابن أبي الدنيا ) ؛ أبو بكر ؛ (في) ؛ كتاب؛ (ذكر الموت) ؛ وما ورد فيه؛ (عن الضحاك بن حمرة) ؛ بضم المهملة؛ وبراء مهملة؛ الأملوكي؛ بضم الهمزة الوسطى؛ قال في التقريب: ضعيف؛ (مرسلا) ؛ أرسل عن قتادة وجماعة؛ قال: " سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الموت..." ؛ فذكره.

التالي السابق


الخدمات العلمية