صفحة جزء
6498 - كان كلامه كلاما فصلا، يفهمه كل من سمعه - د) عن عائشة - صح) .


(كان كلامه كلاما فصلا) أي فاصلا بين الحق والباطل وآثره عليه لأنه أبلغ، أو مفصولا عن الباطل، أو مصونا عنه فليس في كلامه باطل أصلا، أو مختصا، أو متميزا في الدلالة على معناه، وحاصله أنه بين المعنى لا يلتبس على أحد بل (يفهمه كل من سمعه) من العرب وغيرهم؛ لظهوره وتفاصيل حروفه وكلماته واقتداره لكمال فصاحته على إيضاح الكلام وتبيينه، ولهذا تعجب الفاروق من شأنه وقال له: ما لك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا؟ قال: كانت لغة إسماعيل قد درست أي متممات فصاحتها فجاءني بها جبرائيل فحفظتها، وورد أنه كان يتكلم مع الفرس بالفارسية. قال الزمخشري : وقد أعيا أولئك المفلقين المصاقع حتى قعدوا مقهورين ونكبوا فصاروا مبهوتين واستكانوا وأذعنوا وأسهبوا بالاستعجاب وأيقنوا أن الله عزت قدرته محض هذا اللسان العربي وألقى على لسانه زبدته، فما من خطيب يقاومه إلا نكص متفكك الرجل وما من مصقع يناهزه إلا رجع فارغ السجل، وما قرن بمنطقه منطق إلا كان كالبرذون مع الحصان المطهم، ولا وقع من كلامه شيء في كلام الناس إلا أشبه الوضح في ثقبة الأدهم. وقال ابن القيم : كان أفصح الخلق، وأعذبهم كلاما، وأسرعهم أداء، وأحلاهم منطقا، حتى كان كلامه يأخذ بالقلوب ويسبي الأرواح، وقد شهد له بذا أعداؤه، وقد جمعوا من كلامه المفرد الموجز البليغ البديع دواوين لا تكاد تحصى.

(د عن عائشة ) ورواه عنها أيضا الترمذي . لكنه قال: يحفظه من جلس إليه: وقال النسائي في (يوم وليلة): يحفظه كل من سمعه قال الزين العراقي : وإسناده حسن.

التالي السابق


الخدمات العلمية