صفحة جزء
6500 - كان أبغض الخلق إليه الكذب - هب) عن عائشة - ح).


(كان أبغض الخلق) أي أبغض أعمال الخلق (إليه الكذب) لكثرة ضرره، وجموم ما يترتب عليه من المفاسد والفتن، وكان لا يقول في الرضا والغضب إلا الحق، كما رواه أبو داود عن ابن عمر ؛ ولهذا كان يزجر أصحابه وأهل بيته عنه، ويهجر على الكلمة من الكذب المدة الطويلة؛ وذلك لأنه قد يبنى عليه أمور ربما ضرت ببعض الناس، وفي كلام الحكماء: إذا كذب السفير بطل التدبير، ولهذا لما علم الكفار أنه أبغض الأشياء إليه نسبوه إليه فكذبوه بما جاءهم به من عند الله ليغيظوه بذلك؛ لأنه يوقف الناس عن قبول ما جاء به من الهدى ويذهب فائدة الوحي. وروي أن حذيفة قال: يا رسول الله ما أشد ما لقيت من قومك قال: خرجت يوما لأدعوهم إلى الله فما لقيني أحد منهم إلا وكذبني.

(هب عن عائشة ) رمز المصنف لحسنه، وقضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه وسكت عليه وهو باطل؛ فإنه خرجه من حديث إسحاق بن إبراهيم الديري، عن [ ص: 82 ] عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، وعن محمد بن أبي بكر ، عن أيوب ، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عائشة ، ثم عقبه بما نصه قال البخاري : هو مرسل، يعني بين إبراهيم بن ميسرة وعائشة ، ولا يصح حديث ابن أبي مليكة . قال البخاري : ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث صحيح. اهـ. فأفاد بذلك أن فيه ضعفا أو انقطاعا، فاقتطاع المصنف لذلك من كلامه وحذفه من سوء التصرف، وإسحاق الديري يستبعد لقيه لعبد الرزاق كما أشار إليه ابن عدي ، وأورده الذهبي في الضعفاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية